منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2022, 12:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,142

أنكِ أنتِ يا سيدتي قد أستمديتِ لي زمناً لعمل التوبة




أن روبانسا وبونيفاسيوس يخبراننا بما يأتي ذكره وهو أنه قد كانت في مدينة فلورنسا أبنةٌ شابةٌ أسمها بناديكتا أي مباركة. ولكن الأفضل هو أن تسمى ملعونةً لأجل السيرة الرديئة الدنسة المشككة القبيحة التي كانت هي حينئذٍ مستيسرةً بها في تلك المدينة. فلأجل حسن حظ هذه الشقية قد جاء وقتئذٍ القديس عبد الأحد ليكرز في المدينة المذكورة، فبناديكتا بمجرد روح البحث والتفرج قد ذهبت يوماً ما لتستمع وعظ القديس، غير أن الرب قد عطف قلبها الى الندامة عند سماعها تلك العظة، حتى أنها بعد الكرز قد تقدمت حالاً الى منبر الأعتراف أمام القديس المذكور عينه مقرةً لديه بخطاياها بدموعٍ سخيةٍ، فالقديس أقتبل أعترافها وحلها من مآثمها وواضعاً عليها القانون الوفائي بأن تصلي المسبحة الوردية. الا أن هذه الأمرأة التعيسة قد رجعت لأجل الملكات السيئة المتأصلة فيها الى خطاياها السابقة. فلما سمع ذلك عنها القديس عبد الأحد ذهب اليها مؤنباً إياها وأجتهد في أنها أعترف عنده مرةً أخرى. ثم أن الباري تعالى لكي يوطدها في طريق التوبة قد كشف لها يوماً ما منظر جهنم، وهناك أراها هالكين البعض الذين هي كانت علة سقوطهم في الخطايا. وبعد هذا قد فتح أمامها سجلاً كانت مدونةً فيه خطاياها كلها، فعند ذلك أستوعبت بناديكتا خوفاً ورعدةً من هذا وذاك، وبادرت نحو مريم العذراء مستغيثةً بها لكي تعينها، وحينئذِ هي شاهدت أن هذه الأم الإلهية كانت متوسلةً لله من أجلها طالبةً منه عز وجل أن يهبها زمناً كافياً فيه تبكي على مآثمها وتصنع أعمال التوبة الواجبة. فالرؤيا قد أنتهت على هذه الصورة وبناديكتا شرعت تعيش بسيرةٍ صالحةٍ، ولكن من حيث أن السجل الذي كانت رأت فيه مدونةً قبائحها لم يعد يزول من فكرها، وكان يسبب لها خوفاً شديداً، فيوماً ما ألتجأت هي الى شفيعتها الحارة ومعزيتها الوحيدة مريم قائلةً لها: أي نعم أني لأجل مآثمي الباهظة قد أستحقيت أن أكون الآن مدفونةً في قعر الجحيم، ولكن من حيث أنكِ أنتِ يا سيدتي قد أستمديتِ لي زمناً لعمل التوبة وهكذا خلصتني من جهنم، فالآن أنا ألتمس منكِ يا كلية الرأفة هذه النعمة أيضاً وهي أن خطاياي المدونة في ذاك المصحف الذي رأيته، فهذه التي أنا لا أكف أصلاً من أن أبكي عليها فلتصير بقوة شفاعتكِ ممحيةً من السجل المذكور: فعند نهاية هذه الصلاة ظهرت لها والدة الإله وقالت لها: أنه لأجل نوال مطلوبها كان يلزمها أن لا تغفل فيما بعد عن التذكر بخطاياها ولو كانت محيت، والا تفتر من التأمل في سمو رحمة الله المستعملة نحوها. وأيضاً أن تفتكر مراتٍ كثيرةً في الآلام المقدسة التي تكبدها من أجل خلاصها فادي العالم، وأن تتأمل في أن كثيرين قد هلكوا في الدركات الجهنمية مع أنهم أرتكبوا خطايا أقل جداً من مآثمها، ثم أخبرتها بأنه في ذاك اليوم عينه قد كان مات طفلٌ أبن ثمان سنين فقط بعد أرتكابه خطيئةٍ واحدةٍ مميتةٍ لا غير ولأجلها حكم عليه بالهلاك الأبدي: فبناديكتا اذ أنها بكل أمانةٍ أطاعت البتول قد ظهر لها بعد ذلك مخلصنا يسوع المسيح مقدماً لها ذاك المصحف المدونة فيه خطاياها وقال لها: هوذا السجل، فأنظري أن خطاياكِ قد محيت منه وهو الآن أبيض كما تشاهدينه، فأكتبي فيه منذ الآن فصاعداً أفعال الحب والفضائل: وبالحقيقة أن بناديكتا قد عاشت باقي أيامها عيشة مقدسة أستحقت بها ميتةً صالحةً فائزةً بالخلاص الأبدي.*
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا سيدتي الكلية الحلاوة أنكِ أنتِ البارة البرية
أنكِ أنتِ هي أم الرجاء المقدس
فلا تأنفي يا مريم سيدتي من أنكِ تقبليني بالقرب منكِ لأبكي معكِ
أنكِ أنتِ أمٌ حقيقيةٌ لله
فيا سيدتي الكلية الحلاوة أنكِ أنتِ البارة


الساعة الآن 01:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024