يوماً ما اذ كان أحد الأشراف لثقل جملة خطاياه الكثيرة على منكبيه حاصلاً في القلق الذي دنا به الى اليأس من الخلاص. فأحد الرهبان المطلع على حاله السيئة قد شجعه لأن يلتجئ الى والدة الإله أمام أحدى أيقوناتها الكائنة في كنيسةٍ ما أشار هو اليه عنها، فأقتبل الرجل المشورة الصالحة وذهب الى تلك الكنيسة، وعندما شاهد عن بعدٍ الأيقونة المنوه عنها شعر حالاً في ذاته كأن البتول المجيدة كانت تدعوه بعذوبةٍ لأن يأتي أمامها بثقةٍ، فأسرع هو إليها منطرحاً لدى قدميها، ثم دنا منها ليقبلها، لأن الأيقونة كانت تمثالاً مجسماً، فالأم الرأوفة مدت حينئذٍ يدها اليه ليقبلها، أما هو فرأى مكتوباً على تلك اليد: أنا أخلصك من محزنيك. وكأنها كانت تقول له: يا أبني لا تيأس فأنا أنزع عنك خطاياك وقلق ضميرك وتوبيخاته التي تعذبك
يقال في هذه الخيرية أن ذاك الإنسان عند قراءته تلك الكلمات قد شعر بأنفعالات ندامةٍ شديدةٍ على خطاياه، وبحبٍ ملتهبٍ نحو الله ونحو والدته المجيدة حتى أنه لم يمكنه أن يعيش بعد ذلك اليوم بل تنيح قدمي هذه الأم الحنونة. فكم وكم من الخطأة يرجعون الى الله بالتوبة يومياً بواسطة هذه السيدة التي تجتذبهم كالحجر المغناطيس