احرص أن تعمل بيديك ليجد المسكين خبزه منك، لأنّ البطالة موتٌ وسقوطٌ للنفس. مداومة الصلاة مهلكة للسبي (أي الأسر والعبودية)، ومَنْ يتوانى قليلًا فقد سُبيَ. مَنْ يتذكر خطاياه لا يُخطئ كثيرًا، ومَنْ لا يتذكرها يفسد بها. الذي يتأسف أمام الله فقد اهتم بتنقية طريقه من الخطية، والذي يقول: "دع هذا الأمر لوقته" يكون مسكنًا للخبث.
يستحيل أن يأتينا الإفراز إن لم نتعب في فلاحته التي أول أنواعها هو السكوت لأنه تاج الراهب، والسكوت يلد النسك، والنسك يلد البكاء، والبكاء يلد الخوف (المخافة)، والمخافة تلد الاتضاع، والاتضاع يلد بُعد النظر، وبُعد النظر يلد الحب، والحب يلد للنفس الصحة الخالية من الأسقام والأمراض، وحينئذٍ يعلم الإنسان أنه ليس بعيدًا من الله ويُعِدّ ذاته للموت، ومَنْ يريد أن يبلغ إلى هذه الكرامات كلها لا يهتم بأحدٍ من الناس ولا يدينه.