أن المقصود بالارتفاع عن الأرض، ليس مجرد الارتفاع على الصليب، بل الصليب هو المرحلة الأولى من عملية واحدة ذات ثلاث خطوات، كان الصليب أولها، يتبعها القيامة والصعود. إذ لا يمكن فصل الصليب عن القيامة والصعود، وإن لم تكن الآية قد تضمنت صراحة الإشارة إليهما .
أكد الرب في حديثه مع نيقوديموس عل حتمية ارتفاعه، لكنه لم يشرح له أسباب هذه الحتمية. لقد أوضح أنه ينبغي أن يُصلب، لأنه بدون الصليب ما خلص بشر.
لقد قال الرب يسوع إنه كنتيجة لارتفاعه، فإن كل من يؤمن به سيكون له الحياة الأبدية: «يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، 15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. » (يو3: 14و15). فبعد أن رفع موسى الحية النحاسية على الراية، كان على كل من تلدغه الحيات المحرقة ويصاب بسمها القاتل، أن يطيع أمر الرب ويؤمن بكلامه، فيخرج وينظر إلى الحية المعلقة فيشفى؛ هكذا بعد أن ارتفع الرب يسوع على الصليب، فإن كل من ينظر إليه بإيمان فإنه يحيا.