أمّا إكرام يسوع الأعظم لأمّه مريم فكان خفيًَا منذ الحبل به في أحشائها، ولمدّة 30 سنة ! كما يشرح القديس لويس-ماري غرينيون:
“إنّ الله الابن حلَّ في حشاء مريم البتوليّ، كآدم الجديد في فردوسه الأرضيّ، ليرتاح فيها ويجترح عظائم النعمة الخفيَّة. هذا الإله الَّذي تأنَّس، وجد حريَّته في سجن أحشائها، وأظهر قوَّته في إعطاء هذه الابنة الصغيرة أن تحمله. ووجد مجده ومجد أبيه بإخفاء سناياه عن كلِّ الخلائق الأرضيَّة، لكي يكشفها لمريم وحدها. لقد مجَّد استقلاليَّتَه وجلالَه بخضوعه للعذراء المحبوبة في الحبل بهِ، وفي ميلاده، وفي تقديمه في الهيكل، وفي حياته الخفيَّة مدَّة ثلاثين سنة، وحتَّى وصوله إلى الموت على الصليب.”