واجه القديس موسى حربًا شعواء في سنواته الرهبانية الأولى من جهة الأفكار والتي كانت تمر في مخيلته مثل شريط يعرض له جرائمه وقبائحه وهو واقف يصلي، فيصاب بالانزعاج وصغر النفس، وعند ذلك كان يطرح نفسه على الأرض ويبكي قدام الله قائلًا قولته الشهيرة: "يا رب أنت تعرف أني أريد أن أخلص ولكن الأفكار لا تتركني". وقليلًا قليلًا هدأت عنه هذه الحروب. مثل القديس مرقس الترمقي (من جبل برقة في ليبيا) والذي عاش تسعون عامًا لم يرَ فيها وجه إنسان، قال أنه حُورب في الثلاثين الأولى منها بحروب الشهوة دون هوادة إلى أن تحنن عليه الرب.
وفيما بعد وعندما سأله أخ: "ما الذي يُعين الراهب في شدائده التي يقابلها في حياته"؟ فأجابه: ”مكتوبٌ: "إلهنا ملجأنا وقوتنا، وُجِد في الشدائد قويًا جدًا" (مز46: 1)