بما أنَّ عالم الشريعة يعرف الوصايا خاصة وصية محبة الله والقريب طلب منه يسوع أن يعمل بها لينال الحياة الأبدية: “اِعمَلْ هذا تَحْيَ)). (لوقا 10: 28) أي اعمَلْ ما تعرفه من وصية محبة الله ومحبة القريب. لكنه أجاب انه لا يعلم من هو هذا القريب مستفسراَ " من هو قريبي؟” (لوقا 10: 29).
اتخذ العالم اليهودي من خلال قصة "السامري الرحيم" مواقف متباينة حول القريب الذي يُمثل الرجل الجريح: القريب بمفهوم الصوص هو شخص يسرقونه وينهبونه؛ وتقوم فلسفتهم على "ما هو للقريب هو لي وسآخذه". أمَّا القريب بمفهوم الكاهن فهو مشكلة يجب تجنبها فقد رأى الرجل الجريح ثُمَّ تركَهُ بحُجَّةِ أن مساعدة الجريح المغدور ليست من شأنه ولا من مَهَمَّتِه. إنَّ مَهَمَّتَهُ تكمن في تقديم الذبائح لله تعالى في الهيكل. ونسي الإنسان الجريح وظنّ أنه قد أتمّ عمله في الهيكل ولم يتذكر ما قاله الرب على لسان النبي هوشع "فإِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ" (هوشع 6: 6).