ننطلق من التطويبات كما في (متى5: 3 ـ 12) وكذلك في (لوقا6: 2 ـ 32) متجاوزين النظر في تفاصيل التطويبات ومضمونها. نبدأ من معنى كلمة (طوبى)، وهي كلمة بالآرامية تعني (يا لسعادة) أو (السعادة الحقيقية). وفي الإنجيل تسع تطويبات، وكل واحدة من هذه التطويبات التسع تبيّن لنا (طريق السعادة).
إنما السعادة هنا لا تعني مطلقاً الضحك أو السرور أو النجاح الدنيوي. وذلك لأن الرب يسوع يقلب فكرة العالم عن السعادة بمعناها الدنيوي هذا، ليصير معناها الرجاء والفرح وعدم الاتكال على الظروف الخارجية. فالرجاء والفرح هما أعمق أشكال السعادة. والإنسان يشعر بهما عندما يزداد قرباً من الله عن طريق خدمته وطاعته.