تشير عبارة "دَمعَت عَيْنا " في الأصل اليوناني ἐδάκρυσεν (معناها دَمَع أي انسياب الدموع من عينيه بدون صوت) الى ذرف عينا يسوع دمعا لكي يُظهر المخلص نفسه أن لديه مشاعر بشرية حقيقية لموت لعازر حبيبه. لم يكن على الارض انسان قلبه أرقّ من قلب يسوع؛ ويُعلق القديس اوغسطينوس "جاء الفعل "بكي" هنا في اليونانية مختلفًا عما ورد عن بكاء κλαίουσαν مريم وجمهور المحيطين بها (يوحنا 11: 33)، إذ لا يحمل العويل المرتفع مثلهم، بل انسياب الدموع من عينيه. إنها مجرد شهادة عملية لمشاعره العميقة ومشاركته للمتألمين أمام الجموع التي لم تدرك بعد كيف تواجه الموت. وقد وجدت الجموع في هذه الدموع شهادة حية عن محبته الى لعازر (يوحنا 11: 36). وهذه الآية هي أقصر آيات في الانجيل لكنها أهميتها كبيرة لأنها دلّت على ناسوت المسيح مع كونه إلها. ودموع يسوع بيَّنت رقة قلبه وصداقته للمؤمنين. ويُعلق القدّيس يوحنّا الدمشقيّ "كونك تجسّدت، جئتَ إلى بيت عنيا. كإنسان حقّ، بكَيتَ لعازر" (أناشيد الصّباح لسبت لعازر). وقد ورد بكاء يسوع ثلاث مرات، بكى هنا لدى بكاء مريم اخت لَعازَر واليهود معها، متعاطفا مع اهل لَعازَر في حزنهم ومتأثرًا أمام موقف الموت الذي هو أعظم ألم للبشر،
ويُعلق القديس أوغسطينوس " بكى الرب نفسه أيضًا من أجل لَعازَر نفسه الذي سيقيمه إلى الحياة، بلا شك لكي يسمح لنا بمثاله أن نبكي على موتانا، وإن كان لم يعطنا وصيته بذلك، هذا مع إيماننا بأنهم يقومون إلى الحياة الحقيقية. ليس اعتباطًا جاء في سفر يشوع بن سيراخ " لِيَكُنْ بُكاؤُكَ مراً وأَكثِر مِن قَرعِ صَدرِكَ وأَقِمِ المَناحَةَ ... ثُمَّ تَعز عنِ الحُزْن فإِنَّ الحُزنَ يؤدِّي إِلى المَوت وحُزنَ القَلبِ يُنهِكُ القِوى" (يشوع بن سيراخ 38: 17-19).