في أحد الشعانين تفتتح الكنيسة ليتورجيا الأسبوع المقدس. لْنصعَدْ معًا جبلَ الزيتونِ لملاقاةِ المسيحِ العائدِ من بيتَ فاجي متقدّمًا إلى القدس يومِ آلامِه ليُتمِّمَ سرَّ خلاصِنا. لنُسرِعْ ولْنقتَدِ بالجموعِ التي أسرعَتْ لملاقاتِه، لا بحملِ أغصانِ الزيتونِ أو سَعَفِ النخلِ، ولا بفرشِ الثيابِ أمامَه على الطريق، بل نسجدُ له بأنفسِنا، بكلِّ قِوانا وإرادتِنا، ونستقبلُه بروحٍ منسحقةٍ وبنِيَّةٍ مستقيمةٍ وبعزمٍ ثابت. وبدَلَ بسط الثيابِ أمامَه، لِنُلقِ بأنفسِنا أمامَ قدمَيْه ساجدِين. ولْنردِّدْ نحن مع هتاف الجماهير، تعبيرا عن إيماننا فيما تهتزُّ أغصانُ أنفسِنا وأرواحِنا: "مُبَارَكٌ الآتِي بِاسمِ الرَّبِّ" تمجيدا للمسيح الملك الذي خلصنا في الماضي ويخلصنا اليوم، لانّ غاية من وجود الإنسان على الأرض هو الخلاص. فإِنَّ الله يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إِلى مَعرِفَةِ الحَقّ " (1 طيموتاوس 2، 4).