منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 07 - 2022, 04:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

نبذة تاريخية بين العهد القديم والعهد الجديد في الانجيل



نبذة تاريخية

في عام 140 م، ظهر إنسان يدعي ماركيون (Marcion) من بلدة سينوب (Sinope) علي البحر الأسود، وقام بتعليم واحدة من أوائل الهرطقات في المسيحية، وأول هرطقة ظهر فيها فكر الثنائيات، فقد رأي ماركيون أن تعاليم المسيح لا تتوافق مع إله العهد القديم، حيث وجد مركيون صعوبة في التوفيق بين النصوص القاسية في العهد القديم التي تأمر بالدمار قتل الشيوخ وأطفال والنساء وبين النصوص الحنونة التي تأمر بمباركة اللاعنين وإدارة الخد الآخر، كيف يكون الرب حنوناً، ومنتقماً في نفس الوقت، كيف يكون دياناً ومنعماً في نفس الوقت، كيف يأمر بقتل الأطفال وفي نفس الوقت يمسح علي رؤوسهم؟ هل الذي يقول دع الأطفال يأتون إليه،يمكن أن يكون هو نفسه من أرسل دبتان لتفترس إثنين وأربعين طفلا لأنهم قالوا لأليشع في براءة طفولة : يا أقرع، كيف يسفك الدماء ثم تسفك دمائه، وخرج مارقيون من هذه الدوامة بفكره. وقد تطور فكر ماركيون في مراحل لاحقة حتي وصل إلي إفتراض إلهين منفصلين لكل عهد، ومنه نشأت بدعة الغنوصية.

ومن هنا بدأ يعلم أن إله العهد القديم يختلف عن إله العهد الجديد، لأن إله العهد القديم في نظره إله الغضب والنار، إله مخيف ومرعب، وألقي ماركيون بالعهد القديم جانيا وكتب كثير في هذا المجال الهادم، وطُرِد من الكنيسة في روما عام 144 م[4].

كان ماركيون هو أول من تكلم بتلك الأفكار وأدخل أول ثنائية في تاريخ المسيحية، واعتبرت تعليمه هرطقة لأنه يشوه شخص الرب ويقسمه، لم يفكر أحد في الكنيسة الأولي من الرسل والأباء نحو شخص الرب بمثل هذه الثنائية، فقد عاشت الكنيسة الأولي علي أسفار العهد القديم لقرون حتي ظهور العهد الجديد وإمكانية تداوله، فقد كانت الكنيسة تري في كتب العهد القديم سر المسيح وروح النعمة كما كان بولس الرسول دوماً ينير كتب العهد القديم بروح العهد الجديد.

وقد كتب العلامة ترتليان أكثر من خمسة كتب للرد علي هرطقته وذلك لإنتشارها الواسع[5]، وقال أن ” إنّ ماركيون يُعلِّم الكتاب المقدس لا بقلمه بل مشرطه (مقصِّه) مستأصلا كُلِّ ما لايوافق تفكيرهُ “[6] .

نبدأ فنقرأ هذا المقطع من ترتليان في كتابه “ضد مركيون”. فهو يعطينا نقطة الأنطلاق في تعليمه حين يحاول أن يطرح مشكلة الشر : “تألَّم مركيون ، شأنه شأن عدد كبير من الناس ولاسيما الهراطقة ، بسبب مشكلة الشر ، وضعفت عيناه بسبب إفراطه في الفضولية . عندئذ وجد كلمة الخالق : “أنا الذي خلقتُ الشرور” (اشعيا 45 :7 ). وبقدر ماظنَّ أنّ الخالق هو صاحب الشر مستفيدا من براهين أخرى تقنع العقول الفاسدة في هذا ألأتجاه ، قدر ذلك فهم في تفسيره أن هذا الخالق هو الشجرة الرديئة التي تحمل ثمارا رديئة، أي الشرور .

وكتب العلامة الأب بولس الفغالي موضوع عن ” مرقيون (ماركيون) في الكتاب المقدس”[7] جاء فيه :

“حين نقرأ ما بقي لنا من آثار مرقيون ، نكتشف أنَّ هذا الذي أسَّس كنيسة تُقابل الكنيسة الكاثوليكية ما زال حيّا حتى اليوم . فهو يرفض العهد القديم باسم العهد الجديد ، ويفصل اله موسى عن اله يسوع المسيح ، بل يعتبر أنَّ أسفار العهد الجديد ، ولا سيّما ألأناجيل ، قد دخلتها أمور يهودية . لهذا يجب أن نُطّهر العهد الجديد من شوائب عُلِّقت به بسبب اليهوديّة المسيطرة . وهو ينطلق من بولس الذي نال وحيا خاصا ، ومن لوقا الذي هو تلميذ بولس ، وهكذا يكوِّن ديانة خاصة نجد آثارها اليوم لدى عدد من الذين يسمّون نفوسهم ” بحّاثة ” مع أنّهم ينطلقون من أمور مسبقة فيسخِّرون نصَّ الكتاب المقدس من أجل أغراضهم الشخصية التي قد لا تكون بعيدة عن حب المال الذي أعتبره بولس أصل كُلِّ الشرور (1 تيموثاوس 6 : 10 ).

أيضاَ حارب العلامة أوريجانوس بشدة محاولات البعض من التقليل من كتابات العهد القديم وفي رده علي كلوسوس (Celsus) الذي إنتقد العهد القديم أوضح اوريجانوس أن العهد القديم جزء من تدبير الله وتهذيبه للبشرية التي لا تحتمل إعلان المسيح فجأة ولا هي مؤهلة له[8].

والقديس كيرلس الأولشليمني اورد جزء كامل للرد علي تلك البدعة في رسالته للموعوظين المقبلين علي المعمودية[9]

“وعمل كيرنتوس أيضًا على خراب الكنيسة، وكذلك ميناندر وكربوقراط والأبيونيّون ومرقيون فمُ الكفر. ذلك أنَّه بشَّر بإلهين مختلفين أحدهما صالح والآخر عادل، مناقضًا ما قاله الابن: »يا ابتِ العادل« (يو 17: 25). وكان يقول كذلك إنَّ الآب هو غير الذي خلق الكون، مخالفًا بذلك قول الابن: »إذا كان العشب الذي يُوجد اليوم في البرّ، ويُطرح غدًا في التنّور، يلبسه الله هذا الشكل« (لو 12: 28)، و»إنَّه يُطلع شمسه على الأشرار والأخيار، ويُنزل غيثه على الأبرار والفجّار« (مت 5: 45). ويعتبر مرقيون هذا المصدر الثاني للشرّ، إذ أنَّه اختار شهادات من العهد القديم ودحضها بشهادات من العهد الجديد. وكان بذلك أوَّل من تجرَّأ على فصل العهدَين، تاركًا الكرازة بكلمة الإيمان بلا دليل، لأنَّه كان قد تخلّى عن الله. وبما أنَّه لم يعد هناك مبشِّر للإيمان، فقد أراد تقويض إيمان الكنيسة.”


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأحلام بين العهد القديم والعهد الجديد
الميراث | العهد القديم والعهد الجديد
العهد القديم والعهد الجديد
الربط بين العهد القديم والعهد الجديد
بين العهد القديم والعهد الجديد


الساعة الآن 10:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024