على أَنَّ أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه.
تشير عبارة "حُجِبَت عن مَعرِفَتِه" الى توقف إدراك التلميذين عند آلام يسوع وموته فقط، فأصبحا غير قادرين على تخطي ذلك ليروا يسوع المسيح القائم من بين الاموات. لم يستطع تلميذا عمواس ان يعرفا يسوع كما حدث مع مريم المجدلية "رأَت يسوعَ واقِفاً، ولَم تَعلَمْ أَنَّه يَسوع" (يوحنا 20: 14)، والتلاميذ على شاطئ البحيرة (يوحنا 21: 4)؛ لان يسوع "تَراءَى لهما َ بهَيئَةٍ أُخرى" كما يوضِّح انجيل مرقس (مرقس 16: 12)، ربما كان منظر المسيح تغيِّر قليلا عمَّا كان قبل صلبه، وربما كان هذا سبباً لعجزهما عن معرفته او ضعف إيمانهما او عدم ادراكهما الكتب المقدسة التي تتكلم عن قيامة الرب، او ربَّما لم يتوقعا شيئا، ولم يعتقدا أن هناك أمرا جديدا يمكن أن يحدث. ولم تفتح اعينهما لمعرفته الاّ بعد ان أدخلهما عن طريق الكتب المقدسة في سر موته وقيامته.
ويُعلق القديس أوغسطينوس" فعندما اقترب الرب من الرسولين لم يكن لهما الإيمان. لم يصدقا أنه قام، أو أنه يُمكن لأحدٍ أن يقوم. لقد فقدا الإِيمان ولم يعدْ لهما رجاءً. وكانا يمشيان معه في الطريق. موتى مع الحيّ، أمواتٌ مع الحياة. كانت "الحياة" تمشى معهما، غير أن قلبيهما لم يكونا ينبضان بالحياة". ونحن نسير كثير من المرات والرب يسير إلى جانبنا ولكننا يا للأسف لا نعرفه ولا نراه ولا نلمسه.