رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تواضع الخادم مع المخدومين وحزمه معهم
(1) الأمانة في الخدمة (ع 1 - 5): 1 هَكَذَا فَلْيَحْسِبْنَا الإِنْسَانُ كَخُدَّامِ الْمَسِيحِ، وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ، 2 ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا. 3 وَأَمَّا أَنَا، فَأَقَلُّ شَىْءٍ عِنْدِى، أَنْ يُحْكَمَ فِىَّ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ يَوْمِ بَشَرٍ. بَلْ لَسْتُ أَحْكُمُ فِي نَفْسِى أَيْضًا. 4 فَإِنِّى لَسْتُ أَشْعُرُ بِشَىْءٍ فِي ذَاتِى. لَكِنَّنِى لَسْتُ بِذَلِكَ مُبَرَّرًا. وَلَكِنَّ الَّذِي يَحْكُمُ فِىَّ هُوَ الرَّبُّ. 5 إِذًا؛ لاَ تَحْكُمُوا فِي شَىْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِى الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ، وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ. ع1: لينُظر إلينا أنا وأبلوس وسائر الكهنة على أننا خدام للمسيح، ليس كسادة لكم، نخدم كنيسته، ومفوضون من قبله على الأسرار المقدسة. وكلمة أسرار هنا تعني الحقائق والمعتقدات التي هي فوق العقل البشرى، والتي لا يدركها الإنسان إلا بالإيمان، مثل أسرار الكنيسة السبعة. هذه الحقائق والمعتقدات لازمة لتقديس الإنسان وتهيئته لحياة الشركة مع الله. ع2: أهم صفات الوكيل أن يكون أمينًا على المسئولية التي يكلفه بها سيده. وإن كان هذا مطلوبًا في الأعمال العالمية، فهو مطلوب بالأكثر في الأعمال الروحية أي من الوكلاء الروحيين. ع3: إن كان المؤمنون من كورنثوس قد تحزبوا لأبلوس وصفا مفضلينهما على بولس، فبولس لا يهتم بآرائهم بخصوص أمانته في الخدمة ولا بأية محكمة بشرية. وسمى المحكمة البشرية يوم بشر كما تسمى المحكمة الإلهية يوم الدينونة أو يوم الرب. لان أحكام البشر لا تخلو من أخطاء في الحكم على الأمور كما أنهم لم يرسلوه ولم يأمروه بالتعليم، فهو ليس وكيلهم بل وكيل الله. وأضاف بولس أنه لا يعتمد كذلك على حكمة في نفسه، لأنه يعلم أنه هو أيضًا غير كامل وأنه عرضة للخطأ ومحاباة النفس، وأن ضمير أي إنسان غير معصوم ولذا لا يحكم على نفسه. ع4: بالرغم من أن ضميرى لا يؤنبنى على أي تقصير في القيام بواجباتى الرسولية في الخدمة، ولكن شعورى هذا ليس دليلًا على كمال أمانتى في الخدمة وبراءتى من التقصير في الوكالة، لكنى أقبل فقط حكم الرب يسوع فىَّ لأنه فاحص القلوب ويعرف النوايا ولا يخفى عليه شيء. ع5: إذًا كُفُوا عن إصدار الأحكام سواء فىَّ أو في أبلوس، واتركوا هذا ليوم الدين، ولا تعطوا لأنفسكم حق يختص به الله وحده، الذي حين يأتي للدينونة يعلن الأمور المخفية كأنها في الظلام، أي مخفية عن الأنظار، ويظهر خفايا القلوب ويكشف كل أعمال الناس وكل أفكار قلوبهم، وكل إنسان كان أمينًا في الباطن كما في الظاهر، سينال المدح الذي يستحقه من الله. † ليتنا نستفيد من هذه النصيحة، فلا نصدر أحكامًا على الآخرين ونترك الحكم للديان العادل، الذي يرى ما لا يمكننا أن نراه، ويفحص ما لا يمكننا أن نفحصه فتكون أحكامه عادلة. أما آراؤنا نحن في الآخرين، فهي تعتمد على مظاهر الأمور ولا تصل إلى الحقيقة كلها، لذلك فهي عرضة للخطأ. (2) المواهب عطية إلهية (ع 6-7): 6 فَهَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، حَوَّلْتُهُ تَشْبِيهًا إِلَى نَفْسِى وَإِلَى أَبُلُّوسَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لِكَيْ تَتَعَلَّمُوا فِينَا أَنْ لاَ تَفْتَكِرُوا فَوْقَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ، كَىْ لاَ يَنْتَفِخَ أَحَدٌ لأَجْلِ الْوَاحِدِ عَلَى الآخَرِ. 7 لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَىُّ شَىْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟ ع6: ما قلته عنى أنا بولس وأبلوس كمثال للخدام في الخضوع وتسليم حياتنا لله، قصدت منه أن تتعلموا إعطاء المجد لله، ولا يتكبر أحدكم على غيره أو يتحزب ويفتخر فتحدث انشقاقات تضر الكنيسة. ع7: كل علم أو موهبة في الإنسان هو عطية إلهية وميزة يحصل عليها كمنحة من الله وليس له فضل فيها. فكيف يكون هناك مجال لتفاخر شخص على آخر، وكأنه حصل على هذه الموهبة بنفسه ولم يأخذها كعطية مجانية من الله؟! † أشكر الله على كل موهبة أو إمكانية تتمتع بها، وكن أمينًا في استخدامها لمجده فتساعد من حولك كلما أعطاك الله فرصة لذلك. وتعلم من الآباء والخدام الروحيين، ولكن لا تتعلق بأحدهم فهم الوسيلة التي يوصل الله إليك من خلالها بركاته. وليتعلق قلبك بالله، لا تتحزب لأي معلم وتتباعد عن أو ترفض غيره، بل تعلم من الكل وأنظر الله في كل تعاليمهم. ← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين. (3) كبرياء الكورنثيين واحتمال الرسل (ع 8-13): 8 إِنَّكُمْ قَدْ شَبِعْتُمْ! قَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ! مَلَكْتُمْ بِدُونِنَا! وَلَيْتَكُمْ مَلَكْتُمْ لِنَمْلِكَ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكُمْ! 9 فَإِنِّى أَرَى أَنَّ اللهَ أَبْرَزَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ آخِرِينَ، كَأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْمَوْتِ. لأَنَّنَا صِرْنَا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ، لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ. 10 نَحْنُ جُهَّالٌ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحُكَمَاءُ فِي الْمَسِيحِ! نَحْنُ ضُعَفَاءُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَقْوِيَاءُ! أَنْتُمْ مُكَرَّمُونَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَبِلاَ كَرَامَةٍ! 11 إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ وَنَعْرَى وَنُلْكَمُ، وَلَيْسَ لَنَا إِقَامَةٌ، 12 وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. 13 يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَىْءٍ إِلَى الآنَ. ع8: إنكم اكتفيتم بما نلتموه من بركات ومعرفة روحية وأصبحتم لا تحتاجون إلى مزيد، وظننتم أنكم بلغتم أعلى درجات النعمة الروحية وصرتم كاملين من تلقاء أنفسكم بدون مساعده منا نحن الرسل، وفوق شبعكم واستغنائكم ظننتم أنكم ملكتم الملكوت مع المسيح، وتمتعتم بأفراح الملكوت وبلغتم أعلى درجات النعمة الروحية حتى ظننتم أنكم صرتم ملوكًا في ملكوت السموات، وأنكم حصلتم على كمال القداسة وأحرزتم كل البركات الروحية. أتمنى لو كان وهمكم حقيقة لنشارككم في المجد والبركات. ع9: منظرا للعالم: يستهزئ بنا لأجل ما نحتمله من إهانات. للملائكة والناس: تفرح بنا الملائكة ويقتدى بنا المؤمنون من الناس. سمح الله بأن نوضع نحن الرسل آخر الكل، وكأنه محكوم علينا بالموت (كان الرومان يضعون أسراهم في آخر موكب النصرة)، والحقيقة فقد واجهنا الموت كل يوم من أجل المسيح وصرنا عجبًا للناظرين من شدة بلايانا وأصبحنا موضع سخرية العالم ولكننا محل إعجاب الملائكة. ع10: في هذا العدد وما يليه شرح الرسول سوء حال الرسل وقابلها بحال من توهم من الكورنثيين أنهم قد صاروا سعداء. وفي هذا تهكم واضح كأنه يقول لهم ما أعظم الفرق بيننا وبينكم، أنتم في أعلى درجات السعادة ونحن في أسفل مراتب الشقاء. فيقول: أنتم تعتبروننا غير مستحقين أن نعلمكم وقد أصبحتم حكماء مستغنين عن كل تعليم كما لو أنكم قد ربحتم الحكمة باتحادكم بالمسيح، أما نحن فمن أجل غيرتنا في خدمة المسيح تعتبروننا جهلاء. يتهمنا البعض بالضعف، وأما أنتم، فحسب رأيكم، أقوياء لا تحتاجون إلى مساندة أحد، وتحسبون أنكم تستحقون الكرامة وأننا نستحق الهوان. ع11: إلى الآن نحتمل نحن الرسل الجوع والعطش وغيرهما من الشدائد والضيقات، وليس لنا محل للإقامة، لأننا دائمًا نزلاء وغرباء في جولاتنا من مكان إلى آخر للتبشير بالإنجيل وهربًا من المضطهدين. ع12: نحن نَقُوت أنفسنا من تعب أيدينا؛ فقد كان بولس يعمل في صناعة الخيام، بالرغم من حقه على الكنيسة أن تعوله كما جاء في (ص9: 14) ولكنه لم يطلب ذلك؛ ونجازٍى عن الشر خير وعن اللعنة بركة، ونحتمل الاضطهاد بلا شكوى أو تذمر. ع13: ينسبون إلينا صفات رديئة فنرد بكلمات لطيفة، مقتدين بالمسيح الذي إذا شُتِم لم يكن يَشْتم عوضًا، وإذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل (1 بط2: 23). صرنا إلى غاية الهوان والدناءة في سبيل خدمة المسيح والكنيسة. † لا تظن أنك وصلت إلى البر والحياة التي ترضى الله لئلا تتكاسل عن مواصلة جهادك الروحي والنمو في محبة الله، وانظر إلى الآباء والمعلمين الروحيين لتتعلم منهم وتقتدى بهم. (4) الأبوة الروحية (ع 14-16): 14 لَيْسَ لِكَيْ أُخَجِّلَكُمْ أَكْتُبُ بِهَذَا، بَلْ كَأَوْلاَدِى الأَحِبَّاءِ أُنْذِرُكُمْ. 15 لأَنَّهُ، وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، لَكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّى أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ. 16 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِى. ع14: لا أقصد من أسلوبى هذا في الكتابة أن أخجلكم، بمقابلتى أحوالكم مع أتعابنا نحن الرسل، والرد على ما تتوهمونه في أنفسكم، وإنما أتحدث إليكم كأب محب لكم، لذلك أنبهكم كى ترجعوا إلى الصواب. ع15-16: إن كان هناك كثيرون يأخذون بيدكم ليوجهوكم في الحياة الروحية، لكن ليس لكم من الآباء الروحيين سواى (فبولس هو الذي كان واسطة إيمانهم بالمسيح لمناداته لهم بالإنجيل قوة الله للخلاص). فالأب هو باذر بذور الإيمان، أما المرشد فيتابع المؤمن ويأخذ بيده. فأطلب منكم، لأنى أبوكم الروحي وأنتم واثقون في حبى لكم ورغبتى في نفعكم، أن تسيروا سيرتى وتنهجوا منهجى في تقديم حياتى لخدمة المسيح. † ليتنا نتتلمذ على آبائنا الروحيين الذين نحبهم ونثق فيهم، فيكونون لنا قدوة في أسلوب الحياة ونتمثل بهم في سلوكياتنا وروحانياتنا. (5) دعوة للعودة إلى الصواب (ع 17-21): 17 لِذَلِكَ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسَ الَّذِي هُوَ ابْنِى الْحَبِيبُ، وَالأَمِينُ فِي الرَّبِّ، الَّذِي يُذَكِّرُكُمْ بِطُرُقِى فِي الْمَسِيحِ، كَمَا أُعَلِّمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ. 18 فَانْتَفَخَ قَوْمٌ، كَأَنِّى لَسْتُ آتِيًا إِلَيْكُمْ. 19 وَلَكِنِّى سَآتِى إِلَيْكُمْ سَرِيعًا إِنْ شَاءَ الرَّبُّ، فَسَأَعْرِفُ لَيْسَ كَلاَمَ الَّذِينَ انْتَفَخُوا، بَلْ قُوَّتَهُمْ. 20 لأَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ لَيْسَ بِكَلاَمٍ بَلْ بِقُوَّةٍ. 21 مَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَبِعَصًا آتِى إِلَيْكُمْ، أَمْ بِالْمَحَبَّةِ وَرُوحِ الْوَدَاعَةِ؟ ع17: لذلك، أي لكي تتذكروا سيرتى وتعليمى، أرسلت إليكم تيموثاوس رفيقى في أسفارى ومساعدى، وهو أهل أن ينوب عنى وأمين في خدمة المسيح وإنجيله، ليذكركم بطرقى في المسيح أي التواضع والأمانة لله، وينبهكم إلى تعليمى الذي هو واحد في كل مكان بشرت فيه. ع18: ادعى بعض المتكبرين من المعلمين الكذبة أن بولس ضعيف ولا يتجاسر أن يحضر إلى كورنثوس، ولكنه لم يهتم بكلامهم وأرسل تلميذه تيموثاوس ليؤكد تعاليمه. † لا تهتز من كلام الأشرار المقاومين لكلام الله والذين يصفونك بالضعف والجهل لأجل تمسكك بالله. إثبت في تعاليم الكنيسة وأطلب معونة الله وحكمته. ع19: سآتى إليكم في أقرب وقت إن شاء الله، فأكشف لكم عدم توافق أعمال هؤلاء مع أقوالهم. فقد أعطى المسيح قوة للرسل ظهرت مرارًا بالمعجزات والتكلم بألسنة واقتدارهم على جذب الناس للمسيح، أما المعلمون الكذبة المستكبرون فليس لهم تلك القوة وهذا دليل على أن الله لم يرسلهم لتلك الخدمة. ع20: لأن التدين الحقيقي ليس هو مجرد الادعاء والاعتراف باللسان، بل بتغيير القلب وإصلاح المسيرة وحياة نعيشها مع الله. ع21: ترك لهم بولس الرسول أن يختاروا بين أن يأتيهم موبخًا ولائمًا أم معزيًا حنونًا. بمعنى هل يريدون أن يأتي فيقطع بعضهم عن الكنيسة تأديبًا لهم على المقاومة والكبرياء، أم يأتيهم بكلام المغفرة والسلام إذا عدلوا عن النزاعات والخصومات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
علي الخادم أن يكون جاد في حل مشاكل المخدومين |
القديس يوحنا وحزمه معهم |
عمل الخادم أن لا يدع المخدومين يخطئون |
الخادم يسعى بالمسيح لخلاص المخدومين |
الخادم لا ينتظر المخدومين يأتون إليه |