تشكّل عقيدة الثالوث الأقدس جوهر الحياة المسيحيّة، لأنها ليست حصيلة تفكير بشري نظري في الله، بل هي وحي من الله وتعبير عن إيمان المسيحيّة منذ نشأتها بظهور الله ظهوراً نهائياً وخلاصيّاً في شخص يسوع المسيح. ويستند إيماننا بالثالوث إلى اختبار الرسل الذين عاشوا مع يسوع في حياته على هذه الأرض، ثم تراءى لهم حيّاً من بعد قيامته وأرسل إليهم الروح القدس من لدن الآب. ثم ترك لهم وصيته الأخيرة التي توضح لنا هدف رسالته ومعنى الثالوث الأقدس في الإيمان المسيحي إذ قال لهم: "فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به" (متى 28: 19-20).