هذه المعجزة هي صورة لتلك المعجزة التي اجراها يسوع ليلة عشاءه الأخير، وذلك للدلالة على ما استخدمه إنجيل متى من كلمات تتطابق مع نفس كلمات العشاء الأخير: "ورَفَعَ عَينَيه نَحوَ السَّماء، وباركَ وكسَرَ الأَرغِفة وناوَلَها تَلاميذَه، والتَّلاميذُ ناوَلوها الجُموع" (متى 14: 19)، وكلمات "ولَمَّا كانَ المَساء " (متى 14: 15) مُشيرا بذلكَ العشاءَ الأخيرَ بينَ يسوعَ وتلاميذه. فالربُّ يسوعُ في الليلةِ التي قَبلَ صلبِهِ وموتِهِ، جمَعَ تلاميذَهُ، أخذَ الخُبزَ بيديهِ وشكرَ اللهَ أباهُ، باركَهُ وسبَّحَهُ، ثم كسرَ الخبزَ وأعطاهُ لهُم قائِلاً: خُذوا كُلوا هذا هوَ جَسدَي. فالخُبزُ المـَكسورُ هوَ جسَدُهُ الذي سيبذِلُهُ على الصليبِ لأجلِ خلاصِ العالم. أشبع بها الناس من كل أمة وجيل، من خبزه النازل من السماء ومن جسده الكريم المبذول من أجلهم على الجلجلة،