ارتبط التجلّي بأحداث الصلب والقيامة، لكن لم يكن ممكنا للتلاميذ أن يتقبّلوا آلام السيد المسيح ويُدركوا سرّ قيامته ما لم يقم المسيح بتهيئتهم خلال ثلاثة منهم بالتجلّي. فكما كانت المعمودية على عتبة حياة يسوع العلنية كذلك التجلي على عتبة الفصح. بمعمودية يسوع "ظهر سر تجدُّدنا الاول" أي معموديتنا؛ والتجلي هو "سر التجدد الثاني أي قيامتنا الخاصة كما يقول توما الأكويني. فمنذ الان نشترك في قيامة الرب بالروح القدس الذي يفعل في اسرار جسد المسيح. التجلي يجعلنا نستمتع مسبقا بمجيء المسيح المجيد الذي "سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد" (في 3: 21)؛ ولكنه يذكرنا ايضا انه "يَجِبُ علَينا أَن نَجتازَ مَضايِقَ كَثيرة لِنَدخُلَ مَلَكَوتَ الله مضايق كثيرة" (أعمال الرسل 14: 22). فلا يمكن للمؤمن أن يرتفع على جبل التجلّي ليرى بهاء السيّد ما لم يقبل صليبه ويدخل معه آلامه ليختبر قوّة قيامته فيه، فيُعلن الرب أمجاده له.