رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشكل لقاء يسوع مع المرأة الكنعانية ثلاث عبر. العبرة الأولى هي ذروة ثمار الرسالة الانجيلية بين الوثنيين. وهذا ما تجلى في ايمان المرأة الوثنية بيسوع. اذ استجاب لإيمانها العظيم وقال كلمة لم يقلها لاحد:" فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين" (متى 15: 28). لقد أعدّ إيمان هذه المرأة الوثنية الطريق لانفتاح رسالة الانجيل على جميع الأمم والشعوب. إن أبوّة الله تشمل جميع البشر ومحبّة يسوع تتّسع لكلّ إنسان. ليس هناك ابناء من جهة، وكلاب من الجهة الأُخرى. يسوع جاء لخلاص الجميع، حتى أنّه أعطى الأفضلية لأولئكَ الذين يؤمنون به كما صرّح "ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة" (متى 15: 28). وحوار يسوع مع المرأة الكنعانية له أهميته بخصوص دخول اول الشعوب الوثنية في حظيرة كنيسة يسوع المسيح. والعبرة الثانية هي المواظبة على حياة الصلاة المستمرة من أجل خلاص الذات وربح الاخرين الأقرباء والاحباء الذين تربطنا بهم صلات قرابة وحتى من لا توجد معهم أي قرابة. إن انسحاق هذه المرأة أمام المسيح هو عبرة لنا لننال القبول أمام الرب كما جاء في نبوءة أشعيا: "أَسكُنُ ومع المُنسَحِقِ والمُتَواضِعِ الرُّوح لِأُحيِيَ أَرْواحَ المتواضِعين وأُحيِيَ قُلوبَ المُنسَحِقين" (أشعيا 57: 15)؛ وبالتالي أصبحت المرأة الكنعانية بصلاتها خير مثال لشفاعة القديسين. إنّ شفاعة القدّيسين تكون ضمن وساطة المسيح الإنسان بين الله والنّاس لأنّ عنده وحده الطّبيعتَين الإلهيّة والبشريّة. فهو الوسيط بين الله والانسان، ولا مانع من وسطاء بيننا وبين يسوع كما اشارت المرأة الكنعانية في شفاعتها لابنتها عند يسوع: "رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود، إِنَّ ابنَتي يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطاً شديداً" (متى 15: 22)، وكما اشارت القصة في دور الرسل في الوساطة بين يسوع وبين المرأة الكنعانية. وأشار سابق يسوع الى شفاعة مريم العذراء لأهل عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 3). والعبرة الثالثة: المسيح في مفهومنا ليس فقط "ابن داود" كي يبشر الشعب اليهودي فقط كما عبَّرت عنه في المرأة الكنعانية في بداية حوارها "رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود" (متى 15: 22) لكنه أيضا المسيح الرب كما اعترفت به عندما نضج إيمانها في نهاية حوارها قائلة "غِثْني يا رَبّ!" (متى 15: 25). فهل نحن قد مَلَّكْنا المسيح على قلوبنا حقيقة أو أننا نريده مسيحا بحسب المفهوم اليهودي، مسيحاً أرضيا وسياسيا يصنع المعجزات، مسيحاً يُرضى رغباتنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|