قول الربّ "طلب أي حاجة كانت" فلا يعني اتفاقاً على كلّ حاجة، أياً كانت، ولو غير نافعة بل أراد أن يعلّم أتباعه أن يطلبوا إلى الله كلّ ما يتّفقون عليه، أو "كلّ حاجة". وأتباع الربّ يعرفون أنّ ثمّة حاجات لا يوافق عليها أبوهم السماويّ، أو لا يراها ضروريّة لخلاص طالبيها. وهذا، بالتأكيد، يعني أنّ الله الآب يعطي أتباعه ما يتّفقون عليه، إن كان اتّفاقهم يحكمه رضاه وخلاصه. ورضا الله أن يخضع المؤمنون به لمشيئته (متّى 6: 10)، وأن يطلبوا "أولاً ملكوته وبرّه" (متى 6: 33). وهذا، يعني أنّ المؤمنين الحقيقيين لا يفرضون شيئاً مخالفاً لإرادة أبيهم السماويّ. ولا يتذمّرون إن طلبوا وحسبوا أنّ طلبهم لم يتحقّق لهم. ولا يشكّون. أمَّا الوعد فقد أعطي لجماعة المؤمنين والمسيح في وسطهم.