بعد ذلك يكتب دَانِيآلُ قائلاً: «وَأَنَا دَانِيآلَ ضَعُفْتُ وَنَحَلْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ قُمْتُ وَبَاشَرْتُ أَعْمَالَ الْمَلِكِ، وَكُنْتُ مُتَحَيِّرًا مِنَ الرُّؤْيَا وَلاَ فَاهِمَ» ( دا 8: 27 ).
وهذا يُذكّرنا بما حدث لشاول الطرسوسي حين ظهر له الرب، وأعلن له ذاته قائلاً: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ»، وبعدها كان شاول «ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ» ( أع 9: 5 ، 9).
كان يلزم شاول هذه الضربة؛ ضربة العمى، التي ألزمته البيت ثلاثة أيام، كي يستقر ويثبت في قرارة نفسه ذلك الإعلان العظيم «أَنَا يَسُوعُ»
كذلك لزم أن يقضي دَانِيآلُ أيامًا في ضعف ونحول، بعد إعلان هذه الرؤيا والنبوات العظيمة، ولزم أن يقضي دَانِيآلُ وقتًا هادئًا، بعيدًا عن كل ما يشتت الفكر، حتى يتثبت الحق المعلن له.