تتوقّف الكنيسة أمام شجاعة وبسالة هؤلاء الفتية السبعة الذين ملأت التعزية قلوبهم، وكذلك المجد الذي انفتحت عليه أعينهم في السماء، وهم ما يزالون في الأرض وتحت وطأة التعذيب.
كما تتوقّف أمام تخطّي الأم عاطفة الأمومة الطبيعيّة ناظرةً إلى خلاص الله للإنسان والقيامة.
من أقوال الآباء عن الشهداء المكابيّين:
نظر الكثير من الآباء إلى هؤلاء الشهداء باعتبارهم شهداءً مسيحيّين قبل المسيحية، ونقرأ عند بولس: «تقووّا من ضعف صاروا أشدّاء في الحرب، هزموا جيوش غرباء. أخذت نساء أمواتهن بقيامة (استعادت أم المكابيين أولادها بالقيامة) وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل (السبعة الشهداء) وآخرون تجرّبوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضًا وحبس... (عبرانيين 11).
- «هذه المرأة هي أعظم من أيّوب، كيف لا وهي التي شاهدت بأم عينيها استشهاد أولادها السبعة بأبشع الطرق ولم تتفوّه بكلمة سيئة واحدة ولا لامت الله واعتبرته تخلّى عنها بل رأت في كل ما حدث مجدًا ونِعمًا أبديّة». (المغبوط اغسطينوس)
- «محظوظ السقف الذي يظلّل الشهيدة أم المكابيين مع أبنائها حولها كلّهم لابسون إكليل الشهادة!». (القديس إيرونيموس).
- «عظيمة المكافآت الممنوحة من الرّب لمن يصبر». (القدّيس باسيليوس الكبير).
- «ماذا أقول عن الأم التي بالبهجة نظرت استشهاد أولادها كأكاليل كثيرة وكجوائز الانتصار، ووجدت في أصوات أبنائها المحتضرين تسبيحًا، وكأنّ أولادها باتوا نغمات القيثارة المجيدة من داخل قلبها، وانسجام للحب الإلهيّ» (القدّيس أمبروسيوس).
- «لقد فضّل الشهداء الموت على العبودية والخزي، ماذا أقول عن آلامهم؟ الملك الطاغي انهزم والتعذيبات فشلت، ولكن الشهداء لم يفشلوا» ، وإن أحدهم قال للملك « أتخشى سوط لساني؟ ألا تخشى صوت الدم المسفوك على الأرض؟ الدم أيضًا له صوت به يصرخ جهرًا إلى الله كما حدث في موت هابيل (دم أخيك صارخ اليّ من الأرض - تكوين ١٠:٤)».