رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مواهب الروح القدس لقد ذكرنا ما فيه الكفاية بالنسبة للذّين يعلّمون عكس ما يمليه علينا الروح القدس. أمّا لكم أيها الأحبّاء لا بدّ أن نقول لماذا لم يمنحنا الربّ الخيرات الكثيرة مباشرة بعد صعوده إلى السماء، بل جعل أن تمضي أوّلاً أيّام قليلة بقي فيها التلاميذ وحدهم وبعدها أرسل إلى الأرض نعمة الروح القدس. هذا كلّه لم يحصل بدون قصد وبطريقةعرضيّة. يعرف الربّ أن الناس لا يتمتّعون بالخيرات التي بين أيديهم ولا يقدّرون قيمة الأمور الأساسية الحسنة لو لم يوجد ما يعاكسها. أقصد ما يلي: كلّ من كان صحيحاً في جسده لا يشعر ولا يعرف جيّداً كم هي الخيرات التي تأتي من صحّته إن لم يكتسب خبرة المرض. كما أن الذي ينظر إلى نور النهار لا يعتبر النور كفاية لو لم يليه ظلام الليل لذلك خبرة ما يعاكس تعلّمنا بإيضاح كيف نتمتّع بما حصلنا عليه سابقاً. لذلك بالضبط تمتّعَ التلاميذ بخيرات كثيرة عندما كان الربّ معهم وقد أُعطوا مواهب كثيرة من جرّاء معاشرتهم لله كانوا يرون عجائب كثيرة: الموتى يقومون، البرص يطهرون، الشياطين يُطردون والمرضى يشفون...) فأصبح التلاميذ معروفين جداً لذلك جعلهم يُحرمون ولوقت قصير من القوّة التي كانت فيهم عندما كان معهم حتى عندما يوجدون وحدهم يتعلّمون ماذا منحهم حضور صلاح الرب. وعندما يفهمون الصالحات التي أخذوها في الماضي يتقبّلون بعزم متزايد عطيّة الروح القدس. في الواقع كانوا قلقين لذا عزّاهم. كانوا حزينين بسبب انفصالهم عن معلّمهم فأنارهم بنوره الخاص. كانوا أمواتاً فأقامهم وبدّد غيمة الحزن وأخرجهم من الوضع الصعب. كانوا قد سمعوا كلمات الربّ "اذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم" ووُجدوا فيما بعد في وضع صعب ولم يعلموا أين يجب لكلّ واحد أن ينطلق وإلى أيّة ناحية من الأرض لكي يكرز بكلام الله. يأتي الروح القدس بشكل ألسنة ناريّة ويوزّع على كلّ واحد أقطارَ الأرض إذ يعرفوا أن يتجّهوا للكرازة وباللسان الذي أُعطي لهم عرف كلّ واحد إلى أين يتّجه ومن يجب أن يعلّم من الشعوب. لذلك ظهر الروح القدس بشكل ألسنة نارية. هذا لكي يذكّرنا أيضاً بقصّة قديمة: في السنين القديمة تشتّت الناس وأرادوا أن يبنوا برجاً يصل إلى السماء وعن طريق بلبلة الألسن قضى الله على قرارهم الرديء (تك 1:11-9). لذلك، بشكل ألسنة نارية، ينزل الروح القدس لكي يوحّد المسكونة المشتّتة قديماً. ]"إن الألسنَ تبلبلتْ قديماً بسبب جسارة صانعي البرج. أمّا الآن فإن الألسن قد حُكّمت من أجل رأي معرفة الله. هناك قضى الله بالعقوبة على الملحدينَ. وهنا المسيح بالروح أنار الصيادين. في ذلك الحين اصطنع اختلاف الأصوات للانتقام والآن فقد نجدّد اتفاق النغمات لخلاص نفوسنا" اللحن الثامن: الأبوستيخا غروب العنصرة ذكصا كانين الأينوس سحر اثنين الروح القدس[. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|