التحيّة التي وجّهها الملاك إلى مريم (آ 28) تدلّ على أنّنا في مستوى لم يصل إليه زكريّا. السلام عليك يا ممتلئة نعمة. إفرحي وابتهجي يا مَنْ غمرها ا؟ بعطاياه. الربّ معك. منح الله نعمته لهذه الصبيّة فاختارها لتكون أمّ المسيح. أمّا عبارة »الربّ معك« فقد وجّهها إلى جدعون (قض 6: 12) ليدلّ على حماية خاصّة تجاه مَنْ يختاره من أجل مهمّة. وأيُّ مهمّة أعظمُ من مهمّة مريم؟ من أجل هذا اضطربت مريم وتساءلت عن موضوع هذه التحيّة. وحين تحدّث الملاك عن مولد ابن الله (آ 35)، عرفت مريم أنها أمّ الربّ، كما ستقول لها إليصابات (1: 43). وفي عودة إلى الوراء ستتّخذ عبارة التحيّة معنى آخر بالنسبة إلى قارئ الإنجيل: هذا المسيح ليس ذاك الذي انتظره اليهود وحسب، هذا المسيح هو حقًا ابن الله.