* يحتوي مزمور 107على نبوة عن رجوع العبرانيين من سبيهم، وإعادة بناء أورشليم.
* قول النبي: "سبحي يا أورشليم" لا يقصد المدينة وحوائطها ومبانيها، بل سكانها. هكذا إذ يقول ربنا: "يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليكِ"، لا يقصد المدينة، بل سكانها الذين كانوا في ذلك الحين. وبنفس الطريقة بالنسبة لصهيون.
* قوله هنا يدل على أن أورشليم العليا الحرة التي هي أمنا نحن المؤمنين أجمعين، وعلى صهيون التي هي الكنيسة المقدسة جماعة الأبكار المكتوبين في السماء كقول الرسول الإلهي. أما عوارض أبوابها المُحكمة فهي التعاليم والمعتقدات المستقيمة التي تدخلنا إليها. وأما بركة الرب في كثرة بنيها التي تعم الأرض... وتملأ المؤمنين وتشبعهم بالمواهب الروحية.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* يمكننا القول بأن السلام مثل الحياة الأبدية هو نهاية كل ما نقيمه. لأن مدينة الله التي كرسنا لها هذا الحديث المطوَّل، قد وُجه إليها الحديث في هذا المزمور المقدس: "سبحي يا أورشليم الرب، سبحي إلهك يا صهيون. لأنه قد أسس أبوابك، بارك أبناءك داخلك. الذي جعل تخومك سلامًا..." أعتقد إني لا أثقل على قرائي إن تكلمت بأكثر إمعانًا، لأن السلام هو الهدف الأساسي لهذه المدينة التي أتكلم عنها، السلام له سحره وافتنان عزيز على الجميع.
سلام الجسد هو نظام أعضائه المكونة له، وسلام النفس غير العاقلة هو هدوء شهواتها. وسلام النفس العاقلة هو التوافق المتناغم بين الفكر والسلوك.
السلام بين النفس والجسد، هو الحياة المدبرة والصحة للإنسان الحيّ بكليته.
السلام بين الإنسان المائت والله، هو الطاعة حسب تدبير الناموس الأبدي بالإيمان.
السلام بين الشعب هو الاتفاق بتدبير حسن.
سلام البيت هو التدبير المتوافق في نظام بين الساكنين فيه.
سلام المدينة السماوية، هو التدبير الكامل في تناغمٍ تامٍ للذين في شركة مع الذين ينعمون بالله وقناعتهم فيما بينهم في الله.
سلام هذا كله هو تدبير كل الأمور لوضعها في مكانها اللائق[37].
القديس أغسطينوس
* "سبحي يا أورشليم الرب، سبحي إلهك يا صهيون" [12]. أورشليم هي رؤية السلام؛ فحيث يوجد تأمل في الله سبح الله.
لتمجدي أيتها الكنيسة الرب، لأنكِ بدأتِ أن تؤمني به، وتقتني السلام، وأيضًا بدأتِ أن تنظري السلام، أورشليم رؤية السلام.
إذ أتمتع بالحقيقة بالمعرفة، وأنعم بقلعة التأمل، أقول: سبحي الرب[38].
القديس جيروم