يعرف يسوع عقلية توما المتطلبة للشروط، ولكن يعرف أن قلبه ظلّ صادقاً مع نفسه، وصادقاً مع الآخرين. فظهر للتلاميذ وتوما معهم وأراه جراحاته، ودعاه لان يضع يده عليها. فلم يجد توما كلمة واحدة تعبّر عن رد فعله أمام يسوع المسيح إلا "رَبِّي وإِلهي!" (يوحنا 20: 28).
وهي عبارة لا تقال في العهد القديم إلا لله كما في قول صاحب المزامير "ِاستَيْقِظْ وقُمْ لِحَقَي لقضِيَّتي يا إِلهي وسَيَدي" (مزمور 36: 23). فأقر توما بعماه واعترف بسيادة يسوع الإلهية. ويمثل هذا الاعتراف ذروة إعلان الإيمان المسيحي "يَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَّبّ تَمْجيدًا للهِ الآب" (فيلبي 2: 11).
إن جواب توما يُعيدنا إلى مقدمة إنجيل يوحنا " في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله" (يوحنا 1: 1). ويقودنا إلى إيمان ساجد مستسلم للإرادة الله والمستحق الطوبى. فنحنُ نُريد أن نتعلّم اليقين الذي خرج مِنْ عدم إيمان توما.