إنَّ وعد المسيح للتلميذ الذي يحفظ وصاياه بحضور الآب والابن والروح القدس في حياته. ولكن هذا الحضور يتطلب منا الطاعة والمحبة اللتين كان الله يطلبهما في العهد القديم (تثنية الاشتراع 6: 4-9) كما يصرّح السيد المسيح " إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً" (يوحنا 14: 23)؛ لكن ما قيمة الحب إن لم يقترن بأعمال ومبادرات فعلية؟ ما قيمة الحب إن لم نحترم كلام الآخر؟ فحفظ التلميذ للكلمة وأمانته لها، يضمنان له حياة صداقة وعلاقة حميمة مع الله الذي كشف عن ذاته في عمق حياته الثالوثية (ثلاثة أقانيم في إله واحد). وعندئذٍ تتحقق نبوءة حزقيال "أَقطَعُ لَهم عَهدَ سَلام. عَهدٌ أَبَدِيّ يَكونُ معَهما، وأَجعَلُ مَقدِسي في وَسطِهم لِلأبد" (حزقيال 37: 26). فالمحبة هي العلامة الأساسية لحضور الروح فينا وهي تضفي على كل عمل مسيحي صفته الشرعية، ويجعل بالتالي فقدان المحبة ذلك العمل ناقصًا.