صار آخابُ رجلاً مهموماً. فكيف يرتاح الظالمُ ما دام أهل الحق متمسكين بحقهم؟ وكيف يستريح الحاكمُ المستبدُ ما دام القوم يواجهون الخوف بالشجاعة والظلم بالحق والتهديد بالتمسك بميراث الأجداد. نظر نابوت إلى الله وعلم أن إرادة الله تكمن بتمسكه بأرض أجداده وأرضه وبجعل هذه الأرض بركة لمن حوله وللأجيال القادمة. وعندما كان آخابُ مستلقياً على فراشه ومحروماً من طعامه بسبب غمّه أغوته زوجتُهُ إيزابل.فتطور الطمعُ إلى شرٍ أعظم. وقرر آخابُ أن يشترك في مؤامرةٍ ضد نابوت وأن يتخلّص منه إلى الأبد. فكتبت زوجته، نيابة عنه وبموافقته، قرارَ إعدام نابوت وأرسلته إلى الشيوخ والنبلاء. اضطر آخاب أن يكذب فيتهم نابوت زوراً أنه لعن الله والملك. وكانت الكذبةُ مدروسةً لاسيّما في نصها الأصلي. فالكلمة لعن تعني أيضا بارك (ברך). واحضروا شهود الزور، وما أكثرهم. وهكذا التفت حبالُ الموت حول عنق نابوت لأنّه قاوم شر الملك. ودفع نابوتُ ثمناً باهظاً عندما وقف في وجه الحاكم الظالم.