البابا شنودة الثالث
لعل أحدا يقول إن موت الإنسان يعنى موت المخ، أي توقفه بكل مراكزه عن الحركة. وبالتالي موت القلب، أي توقفه عن النبض. وفى الواقع ليس هناك تناقض بين هذا وما قلناه. لأنه إن سفك دم الإنسان، لا يصل دم إلى المخ فيموت. وأيضا لا يجد القلب دمًا يضخه، فيتوقف عن النبض. وتتوقف الرئتان عن عملهما في التنفس. فيلفظ الإنسان نفسه الأخير. ولذلك قيل أيضا إن كلمة النفس أخذت من النفس (في التنفس). ولأن نفس الإنسان في دمه، استخدم الدم في التكفير عن الخطايا، لأن نفسا تؤخذ عوضا عن نفس.
وهكذا يقول الرب "لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يكفر عن النفس" (لا 17: 11). وهكذا كان يرش دم الذبيحة مستديرا حول المذبح أو على حوائطه (لا1: 5،11،15) (لا 3: 2،8)، (لا4: 29،30،34). وما كانوا يأكلون منه إطلاقًا..