رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احجار العثرة للبر
ان الذين يجوعون للبر هم الذين ينالونه . فالله لا يكره احد علي تناول هذا المن السماوي , بل يجب ان نكون راغبين لنواله فوق اي رغبة اخري , و يجب ان يكون مثل الجوع و العطش . و هناك امور كثيرة تعطل شهيتنا للبر الالهي . " احجار العثرة للبر " اولاً : المتعة الخاطئة يمكن ان تدمر شهيتنا لامور الله كان لبولس الرسول شريك في الخدمة يُدعي ديماس , و لانه كانت لديماس رغبة في مسرات العالم اكبر من رغبته للعطش للرب سمعنا القليل عنه . و قد لخص بولس سيرة ديماس بقوله " ديماس قد تركني لانه احب العالم الحاضر " 2تي10:4 و كثيرون منا ليست لديهم الشهية للامور الروحية لانهم انغمسوا في مسرات هذا العالم الساقط . و اكلوا من اطعمة الشيطان الشهية للجسد . فيُروي ان رجلاً كان في طريقه الي السوق تتبعه خنزيرة , بينما كان كل الفلاحين الاخرين يبذلون جهداً لقيادة خنازيرهم . فسأله احدهم كيف يمكنهم ان يجعلوا خنازيرهم تتبعهم فقال : ( الامر بسيط للغاية . كل خطوة اخطوها القي للخنزيرة حبة فول و هي تحب الفول ) . و هكذا يسير الشيطان امامنا و يلقي لنا حبات الفول , و نحن نتبعه الي الهلاك الابدي . و قد تكون خطايانا واضحة للجميع , او قد تكون غامضة غير معروفة . و قد ننشغل كثيراً بالامور المادية – وان كانت غير خاطئة في حد ذاتها – فهي تلقي بقيودها حولنا و تعطل جوعنا الروحي و عطشنا للبر . و قد ننشغل كثيراً بعملنا او تعليمنا او امور اخري كثيرة يمكنها ان توقف شهيتنا لله و لبره . ثانياً : الاكتفاء الذاتي يمكن ان يعطل جوعنا الي الله ان الشخص الذي يشعر انه مملوء و مكتف هو فارغ تماماً . و لا يوجد احد اكثر مرضاً من المريض الذي يعتقد انه في كامل صحته . و لا يوجد اكثر فقراً من الشخص الذي يعتقد انه غني و هو في الواقع مفلس . فيقول الكتاب " لانك تقول : اني استغنيت و لا حاجة لي الي شئ , و لست تعلم انك انت الشقي و البائس و فقير و اعمي و عريان " رؤ17:2 . و الشخص الذي يشعر انه ملآن بذاته لا يعطي الله مكاناُ في حياته . ثالثاً : الخطايا السرية يمكن ان تفقد شهيتنا لبر الله الخطية السرية التي نرتكبها لها ثمن . قد نعتقد اننا اخفيناها , و لكن الندم عليها يظل باقياً في قلوبنا و تملا القلب و لا تترك لله مكاناً . كان يهوذا واحداً من الاثني عشر و ظاهرياً كان يتبع يسوع باستمرار , و لكن داخل قلبه احتفظ بالطمع و الشر اللذين قاداه لخيانة يسوع و في النهاية انتحر . و رحب شاول ظاهرياً بداود في قصره و لكن قلبه امتلا بالمرارة و الغيرة منه . و في النهاية دمرته هذه الخطية السرية . فعندما تمتلئ حياتنا بمثل هذه الخطايا لن نعطش للبر . و اذا امتلأت قلبوبنا باطعمة الشيطان سنفقد كل شهية للمن السماوي . رابعاً : اهمال حياتنا اليومية يثق كل مؤمن بالله , و لكن قليلين منهم يقضون وقتاً مع الله لانهم مشغولون جداً بالاعمال اليومية حتي لا يتبقي لديهم وقت لقراءة الكتاب المقدس و الصلاة و ليفكروا في حياتهم الروحية . فيحذرنا الكتاب المقدس من ان نهمل ارواحنا , فمن السهل ان نقسي قلوبنا و نضعف ارواحنا الي ان نفقد شهيتنا للامور الروحية . هذا الجوع الروحي الذي يجب ان يكون لدينا يحثنا لنكون دائماً مع الله . انه الوعي الكامل الذي يعرف ان البحث عن السلام القلبي بعيداً عن الله باطل . انه اعترافنا بضعفنا و تسليمنا الكامل لارداته . فمفتاح الشبع الروحي هو التصالح مع الله . و عندما نتمتع بالبنوية من خلال الايمان سيكون غني الله هو غنانا و قوته هي قوتنا و عندما نسترد علاقتنا مع الله نستمتع بالسعادة و الشبع و السلام العقلي و القلبي . عن كتاب ( سر السعادة / بيلي جرهام ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|