الأنبا أنطونيوس الكبير
أن رأت الشياطين كل المسيحيين، سيما الرهبان، مجدين بابتهاج، متقدمين فإنها أولًا تهجم بالتجربة، وتضع الصعاب لعرقلة طريقها، وتحاول أن تنفث فينا الأفكار الشريرة ولكن لا مبرر للخوف من إغراءاتها لأن هجومها يرتد خائبًا في الحال بالصلاة والصوم والإيمان بالرب. ولكنه حتى إن ارتدت خائبة فإنها لا تسكت بل ترجع ثانية بمكر وخبث ودهاء. فهي إن عجزت عن خداع القلب بالذات الدنسة صراحة اقتربت في صور مختفية مختلفة، ومن ثم حاولت أن تبعث الرعب والفزع مغيرة أشكالها، ومتخذة صورًا متعددة متباينة ولكن حتى إذا ظهرت بهذه المظاهر لكم فإنها ليست شيئا، ولابد أن تختفي في الحال، سيما إن كان المرء قد سبق فحص نفسه بالإيمان وعلامة الصليب. ومع ذلك فإنها إن غلبت على أمرها هكذا هجمت بكيفية أخرى، وادعت التنبؤ بالمستقبل وذلك لكي تخدع بهذه المظاهر من لم ينخدع.