منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 05 - 2022, 08:47 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,709

أريد أن أعيش أريد أن افرح


شعرتُ بتعبٍ شديد وأنا أقوم بأعمالي اليومية ، من تنظيف وطهي وغيرها ، كأنني وصلتُ للمرحلة التي كنت أخشى الوصول إليها ، أجل ، لقد تملكني المرض هذه المرة ولن أنجُو منه أبداً ، مقاومتي بدأت تضعُف ، جسدي منهك للغاية ، أحتاج لأستلقي بضع دقائق ومن ثمّ أكمل ما عليّ إنجازه..يا الله أشعر بأنني أحتضر ، هناك شيء ما جاثم في حلقي يخنقني ، يشد قبضته ، روحي بدأت تتصاعد شيئاً فشيئاً
..سامحني يا الله لم أكن مستعدة كفاية للقائك
، كيف سأغادر عائلتي؟ زوجي لازال يحتاجني ، إبنتاي ، ولدي من سيساعده في دراسته ،
أغمضتُ عينيّ ولم ألبث أن عدتُ للحياة ولكن ثمة أمر غريب يحدث
، أين أنا؟ من هؤلاء الذين حولي

، إنهم الملائكة ، أدركتُ أنني توفيت منذ دقيقتين
، توسلتُ لهم أن يعيدونني مجدداً للحياة ،
عائلتي تحتاجني ولم أعتد أن أرحل عنهم دون إخبارهم حتى ،
نظرَ إليّ أحد الملائكة نظرة تهكّم
، فأخبره آخر لنساعدها كي تبقى بجانبهم وتطلع على أخبارهم
، أحضر لي شاشة كبيرة ، أخبرني أنّ التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيراً ، فالدقيقة هنا تعادل أيام هناك ، لا بأس
، أجبتهُ ، الأهم أن أراهم ،
قام بتشغيل الشاشة

، يا الله زوجي حزين للغاية ، إبنتاي لازالتا ترتديان الأسود
، أين إبني الصغير ، ها هو يجلس وحده في غرفته ينظر إلى صورتي المعلقة على الجدار ويبكي ، شعرتُ بالحزن الشديد
، رجَوتُ الملاك بأن يأخذني لرؤيتهم لأبُث القوة في قلوبهم كما كنت ، لأساندهم فقد اعتادوا أن يتكئوا على كتفي كلما مالت بهم الحياة ،
لكنه رفض طلبي ، أغمضتُ عينيّ ولم أشعر بمرور الأيام
، حتى فتحتها وأسرعت إلى الشاشة ، أدهشني ما رأيت ، هناك أحد ما يشارك زوجي سريره ، يبدو أنه تزوج ، لا أدري لما شعرت بالغيرة وأنا لم أعُد حية ، ولكن كيف يمكنه نسياني بسهولة ، لقد عشتُ المُرّة معه وتحمّلتُ الكثير من أجله ، غصة أصابتني ، لا بأس ،
يا الله أصوات ضحكاتهم تخترق أذنيّ ،

إبنتي الكبرى تزوجت وهي حامل والأخرى تستعد للزواج ،
طفلي الصغير أصبح شاب ، حقق حلمه مهندس
، يبدو سعيد جداً ، لقد عادوا لممارسة حياتهم وكأنني لم أكن يوماً
، صورتي لم تعد معلقة على الجدار ،
رباه أريد أن أبكي ، لكنني عاجزة ، ففي الآخرة نعجز عن البكاء يبدو ، سألني الملاك : ما بك سيدتي ؟ أجبته : لاشيء ،
أريد أن أبكي فقط ، على نفسي لا على أحد ،
لقد نسيتها في زحام الحياة ،
قضيتُ عمري سعياً لإرضائهم جميعاً على حساب نفسي
، تنازلت عن أمور عدة ، ضحيت حتى وصل بي الأمر أن أموت دون أن أعيش ، إقترب ملاكٌ عطوفٌ مني واحتضنني ،
فما شعرتُ بنفسي إلا وأنا أغُط بنومٍ عميق..

" أمي ، لقد استغرقتِ وقتاً طويلاً في النوم ، هيا لديّ الكثير من الفروض المدرسية"..فتحتُ عينيّ ، فأدركتُ أنني لازلت على قيد الحياة ،
تحسست جسدي ، حدقت بولدي ، ثمّ أسرعتُ مهرولة وابني يلاحقني : مابكِ أمي..وأنا أجيبه : أريد أن أعيش..أريد أن افرح.
. اريد أن لا اضيع عمري في الحزن...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنا يا رب أريد أن أعمل معك وتعمل معي لا أريد أن أفارقك أو تفارقني
أريد يا إلهي أريد
أريد أن أعيش هذا اليوم
أريد حلا
لكن.. ليس كما أريد أنا


الساعة الآن 07:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024