كونوا أبناءَ السلامِ ليَحُلَّ سلامُ الربِ عليكم. كونوا أبناءَ المحبةِ لتُرضوا مُحبَّ البشرِ . كونوا بني الطاعةِ لتنجوا من المحتالِ. إن أولَ العصيانِ كان من آدم أبينا في الفردوس لسببِ شهوةِ الطعامِ. وأولُ الجهادِ من سيدنا المسيح كان في البريةِ في الصيام. وتعلَّمنا من التجربةِ أن الراحةَ والطعامَ هما أسبابُ الضلالِ. والصومُ هو سببُ الغَلَبةِ والنُصرةِ. فصوموا مع المخلصِ لتتمجدوا معه وتغلبوا الشيطانَ. والصيامُ بدونِ صلاةٍ واتضاعٍ يُشبه نسراً مكسورَ الجناحين. احتفظوا بحرصِكم ولا تهربوا من أتعابكم. فإن الطوبى لمن لازم التوبةَ حتى يمضى إلى الربِّ.
لازموا السهرَ وقراءةَ الكتبِ وثابروا على الصلاةِ وأسرعوا إلى الكنيسةِ، ونقُّوا قلوبَكم من كلِّ دنسٍ لتستحقوا التناولَ من جسدِ السيد المسيح ودمهِ الأقدسين فيثبُتَ الربُّ فيكم. فبهذا السرِّ العظيم تُحفظون من الأعداءِ. فمَن يتهاون بهذا السرِ فإن قواتَ الظلمةِ تقوى عليه فيبتعدَ عن الحياةِ بهواه. فلنتقدم إلى الأسرارِ المقدسة بخوفٍ وشوقٍ وإيمانٍ تام، ليبعُدَ عنا خوفُ الأعداءِ بقوةِ ربِنا يسوع المسيح، الذي له المجد إلى الأبد آمين.