رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَمَّا الَّذي أَخذَ الوَزْنَةَ الواحِدة، فإِنَّه ذهَبَ وحفَرَ حُفرَةً في الأَرض ودَفَنَ مالَ سيِّدِه "دَفَنَ " في الأصل اليوناني ἔκρυψεν (معناها دفن) فتشير الى الطريقة التي استخدم بها وزنته، وهي عادة قديمة حيث اعتاد الناس ان يدفنوا اموالهم في الأرض لحفظها وادِّخارها كما جاء في َمَثَلِ الكَنْزٍ " مَلَكوتِ السَّمَوات كَمَثَلِ كَنْزٍ دُفِنَ في حَقْلٍ وَجدَه رَجُلٌ فأَعادَ دَفنَه " (متى 13: 44-46). دفن وزنته في التراب كقرض مستردّ خوفا عليها من الضياع، وخوفا على نفسه من بطش سيِّده. ويعلق القدّيس غريغوريوس الكبير" لأنّ الذي فضّل أن يُخبئ وزناته عوضًا عن استغلالها لم يحصل بنفسه على أكثر من وزنة" (عظات حول الإنجيل، العظة 6). وعلى كل حال لم يتصرف بوزنته لفائدة؛ فهذا الانسان ليس له ثقة بنفسه فهو يشكو من عقدة النقص. والحق انه يشعر في داخل نفسه أنه أضعف من ان يؤدِّي عملا فيه الجهد والسعي والاستثمار. ويعلق القدّيس أمبروسيوس "أنتَ الذي تدفنُ وزنتَكَ في الأرض، إنّما أنتَ حارس لتلك الخيرات وما أنتَ بمالكها؛ أنتَ خادم ولست السيّد. قال الرّب يسوع: "حيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ". والحال هذه فإنّك قد دفَنْتَ قلبَكَ مع تلك الوزنة " (نابوتَ (اليِزرَعيليِّ الفقير، 58). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|