"المَجدُ في العُلى " فتشير إلى مجد الله الذي هو كمال صفاته التي بها يفوق الإنسان (رومة 3: 23)، وبالتحديد ليتمجد المسيح تمجيدا يبلغ السماء ارتفاعا. ويظهر هذا المجد في وجه يسوع المسيح (2 قورنتس 4: 6)، لذا سُمي المسيح "رب المجد" (2 قورنتس 2: 8)؛ وبهذا المفهوم أصبح "المجد الذي في العُلى " هو انفتاح السماء بأمجادها على الإنسان ليتمجَّد في العُلى. يمكننا أن نقول أيضًا مع القديس أوغسطينوس "أن السماء هي النفس البشرية، فعمل المسيح الفادي ردّ للنفس سلامها الداخلي، وتمتعها بأن ترتفع في العُلى، لتُمجِّد عريسها الأبدي"؛ ولكن اورشليم سترفضه كما تنبأ السيد المسيح "لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضاً في هذا اليَومِ طَريقَ السَّلام! ولكِنَّه حُجِبَ عن عَينَيكِ" (لوقا 19: 42). ويُعلن يسوع ذلك المجد عند دخوله القدس. ولا يقوم بإعلان ذلك فحسب بل ويدفع الثمن بحياته، بهدف تمجيد الله وخلاص الإنسان. ويبقى على الكنيسة أن تعلن عن هذا السلام الذي استحقه السيد المسيح بدمه.