دخل موسى في المرحلة الثانية ، بل في الأربعينية الثانية وعلى أطراف صحراء قاحلة ، لكي يدخل في مدرسة أخرى فيتلقى دروس وعبر وقساوة الحياة التي هي عكس حياة القصر ، مطارداً من قبل فرعون وكما سيكون داود مطارداً من قبل الملك شاول حيث تدرب على قساوة الحياة وكان الله يهيأه لكي يصبح ملكاً عظيماً وقوياً . وهكذا فعل بيوسف الصديق الى أن صار وزيراً مقتدراً . الصحراء هي مدرسة الله ، فيها يتفرغ الأنسان في خلوة مع خالقه ومع الطبيعة الهادئة ، أصبح موسى راعياً لغنم رئيس كهنة مديان ( يثرون ) لكي يتعرف على سبل الله كداود الراعي لمواشي أبيه . وهكذا فعل الرسول بولس عندما آمن بالرب ، أنعزل عن العالم في الصحراء العربية وهناك التقى مع الله . أستغرق موسى في هذه المدرسة أربعين عاماً كرس حياته بعد ذلك لخدمة أوامر الله العظيمة ، أهدافها أخراج شعبه المظلوم من مصر الى الأرض التي هيأها الله لهم .