فقالَ بَعضُ الفِرِّيسيِّين: ((لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لأَنَّه لا يَحفَظُ شَريعةَ السَّبْت)). وقالَ آخَرون: ((كَيفَ يَستَطيعُ خاطِئٌ أَنَ يَأتيَ بِمثِلِ هذهِ الآيات؟)) فوَقَعَ الخِلافُ بَينَهم.
تشير عبارة "لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لأَنَّه لا يَحفَظُ شَريعةَ السَّبْت" الى الفئة الأولى من الفِرِّيسيِّين التي ادّعت ان يسوع ليس بنبيءٍ ارسله الله، لأنه لا يراعي حُرمة السبت (تثنية الاشتراع 13: 1-6)، ومن هذا المنطلق، تكون النتيجة ان شفاء يسوع للأعمى يوم السبت تمت بقوة الشيطان كما أتَّهموه ايضا لدى شفائه اخرس ممسوس قائلين " أنَّهُ بِسَيِّدِ الشَّياطين يَطْرُدُ الشَّياطين (متى 9: 34). ويُعلق القديس أوغسطينوس "في الحقيقة يا اخوة هذا ما حثَّنا عليه الله عندما أمرنا بالسبت: " لا تَعمَلوا فيه عَمَلَ خِدْمَة (العبودية)" (الأحبار 23: 8).
الآن ارجعوا إلى الدروس السابقة واسألوا ماذا يعني بعمل خدمة او عبودية، وأصغوا إلى الرب: " كُلُّ مَن يَرتَكِبُ الخَطيئَة يَكونُ عَبْداً لِلخَطيئَة" (يوحنا 8: 34)، أمَّا يسوع فشفى يوم السبت لإبراز مفهوم السبت، إنه راحة في الرب، في ممارسة عمل الرب من حب ورحمة، وليس في حرفية قاتلة بالامتناع عن الأعمال اليومية الضرورية وأعمال المحبة"؛ ومن هنا جاءت توصية بولس الرسول في هذا الصدد " فلا يَحكُمَنَّ علَيكم أَحَدٌ في المَأكولِ والمَشروب أَو في الأَعيادِ والأَهِلَّةِ والسُّبوت" (قولسي 2: 16).