حوار الابن الأكبر مع أبيه لا يقول أبدًا "أخي"، بل " ابنُكَ". وكأنَّ يقول "هذا ليس أخي، هذا ابنكَ، وأنا أتبرّأ منه " وألحَّ على ذكر ذنوب أخيه القبيحة، ورفض أن يدخل البيت ويسلِّم عليه تحت تأثير حقده وكبريائِه ورغبته في الانتقام منه. في حين أنّ الأب، وبطريقةٍ في غاية الوداعة، يذكّره ويقول: انه أخوك. إن رحمة الأب لأخيه الأصغر والفرح لعودته كان له سبب عثار، لأنه عاجزٌ عن إدراك هذه الرحمة (لوقا 15: 28).
فلا عجب أن صفة "رحيم " لم تطبق على الإنسان إلا مرّة واحدة (مزمور 112: 4).
وهنا يحثُّ يسوع على المحبة الأخوية التي على المسيحي أن يمارسها نحو الجميع كما جاء في تعليم بولس الرسول " كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين" (رومة 12: 13).