﴿ كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ ﴾
أو بمعنى آخر: إن كنتَ رسول الله إليَّ، ألا يعلم الله ببتوليتي وأنني رغم إقامتي مع رجل فإنني لا أقيم معه علاقة جسدية، وأنا لا أعرف الرجال.
فكيف سيكون حَبَلٌ مِن غير رجل؟
لأنه من المستحيل أن يُغّيِّرَ الله مقصد البتول مريم التي نذرت عذريتها،
وهو الذي أعطى الناس ملء الحرية ويحترم حريتهم إلى أبعد الحدود.
هنا أجابها الملاك، وهو يفهم ما تقول وكأنه يطمئنها، لأنه يعرف علاقتها بالله وعذريتها وحياتها المقدّسة وكل شيء، ويؤكد لها أن ما يقوله لا يعني أنّ الذي ستحبل به وتلده سيكون من إنسانٍ بل بالروح القدس لهذا قال:
﴿ الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَليكِ وقُوَّةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ﴾
أي أنا أتكلّم عن حَبَلٍ من غير رجلٍ، "فلِذلِكَ أيضاً القُدُّوسُ المَوْلودُ مِنْكِ يُدْعَى ابنَ اللهِ". لأن الآتي ليدخل أحشاءك هو القدوس السماوي، والحبل ليس من إنسانٍ، لهذا
﴿ فالمَولودُ مِنْكِ يُدْعَى ابنَ اللهِ ﴾
أمام هذا الأعلان أحنت مريم العذراء رأسها بالطاعة لتقول :
﴿ هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك ﴾
( لو 1 : 38 ).