منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 03 - 2022, 12:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

حريق القاهرة








بعد ثلاثين عامًا على هذه الأحداث المؤسفة، وقعت حادثة أضخم منها جميعًا إذ يروى المقريزي "قبض على راهبين وُجِدَا خارِج مدرسة فتحقق ظن الصائحين وسلموهما إلى السلطان فأمر بتعذيبهما ولم يكد ينطق بالحكم أتوه براهب آخر وجدوه في جامع الأزهر ومعه عدة أكياس فيها نفط وقطران، وبتعذيبهم اعترفوا بأنهم رهبان من دير البطل بجهة طره وأنهم أربعة عشر وقد تعاهدوا على إحراق مصر والفسطاط انتقامًا من المسلمين على هدم كنائسهم وأنهم اقتسموا القاهرة ومصر القديمة فجعلوا للقاهرة ثمانية ولمصر القديمة ستة.
وفى أثناء ذلك اندلعت النار في دار القاضي "كريم" وهو من عائلة قبطية الأصل وأسلمت من مدة، فاستدعى إلية بطرك الأقباط، وإذ تأكدا أنه لا يعلم شيئًا عن هذه الحوادث، وتأسف له قائلًا: إنما هذه الحوادث فعل سفهاء المسلمين والنصارى ولا لام على الحكومة إذا أدَّبت مرتكبيها، فُسُرَّ "كريم الدين" بهذا الجواب الذي أزال الشك من جهة تواطؤ النصارى عمومًا على إيقاع الأذى بالمسلمين، وأمر بإعداد بغلة يركبها البطرك في العودة إلى داره.
وفى صباح الغد بينما كان كريم الدين سائرًا إلى الديوان حسب عادته سخط عليه العامة واتهموه بالكُفْر واجتمع حوله المسلمون وأحاطوا به وأوسعوه سبًا وشتمًا لأخذه بناصر النصارى بعد أن ثبت له إدانتهم على إحراق بيوت المؤمنين، فلم يعبأ بهذه المظاهرة ولا بهذه التهديدات وظل سائرًا في طريقه إلى أن وصل إلى دار السلطان وأعلمه بما تحقق من أن هذه الحرائق لم تكن إلا من بعض سفهاء النصارى الذين أرادوا الانتقام من المسلمين على ما ارتكبوه ضدهم من القطائع، فأمر السلطان باستمرار تعذيب الرهبان حتى يعترفوا بأسماء الأغنياء من الأقباط الذين حرضوهم على هذه الفعل، ولكن الرهبان استمروا يحتملون العذاب بصبر، ولما لم يتحولوا عن كلامهم أرسل السلطان وهجم على دير البطل وأتى بكل من فيه من الرهبان وأمر بحرق أربعة منهم أمام ذلك الجمع المحتشد وانفجر بركان غيظ المسلمين على إثْر هذه الحادثة، وجالوا يبحثون عن الأقباط في كل مكان ليوردوهم موارد العذاب دون أن يراعوا أوامر الحكومة، فهجموا على بيوتهم ونهبوها وقتلوا من بها بغير رحمة، ومن هرب منهم قتلوه في الطريق وكانوا إذا عثروا على واحد قبطي في الشوارع يسلبونه ماله ويذبحونه، وقد أدت بهم الجرأة إلى أن اجتمع منهم كثيرون تحت قصر السلطان واحتجوا لمعاملته النصارى بالرفق، فرآهم حينما كان نازلًا من القلعة إلى الميدان وسمعهم يصيحون "نصر الله الإسلام" ويطلبون من السلطان أن يساعدهم على نصرته فلم يهتم بهم وسار إلى الميدان، وقبل وصوله أخبر أن اثنين من الأقباط قبض عليها وهما يحرقان منزلًا فاستشاط غيظًا، وأمر بحرقهما أحياء أمام الجموع وبينما هم يحرقونهما إذ بكاتب ديوان الأمير "بكتمر الساقي" قد مر يريد مولاه وكان نصرانيًا، فعندما عاينه العامة ألقوه عن دابته على الأرض وجردوه من جميع ما عليه من الثياب وحملوه ليلقوه في النار، فصاح بالشهادتين واعتنق الإسلام! وأطلقوه "... واستمر هذا الخراب مدة طويلة هدم ما هدم وقتل من قتل.
ويحصِ المقريزي الخراب الذي حدث "كنيسة في خرائب التتر لقلعة الجبل وكنيسة الزهري في الموقع الذي فيه بركة الناصرية، وكنيسة الحمراء وكنيسة السبع شعايات وكنيسة بحارة الروم وكنيسة البندقايين، وكنيستان بحارة زويلة، وكنيسة بخزائن التتر وكنيسة بالخندق، وأربعة كنائس بثغر الإسكندرية وكنيستان بدمنهور وأربع كنائس بالغربية وثلاث كنائس بالشرقية وستة كنائس بالهناوية وبأسيوط ومنفلوط ومنية الحطب وثمان كنائس بقوص وبأسوان إحدى عشر كنيسة وبأطفيح مركز الجيزة كنيسة وبقطر الشمع ومصر القديمة ثمان كنائس.
وضرب من الديارات شيء كثير وظل دير شهران ودير البطل مدة ليس فيهما أحد من الرهبان، وقد حدث هذا الخراب وتلك المصائب في وقت كثير جدًا بالقياس على التحويلات التاريخية الأخرى إذ لم يقع مثلها عبر التاريخ البشرى أو الثورات العالمية في مثل هذا الوقت القصير، وقد هلك من الأنفس وتلف فيها من الأموال وخرب فيها من الأماكن ما لا يمكن وصفه لكثرته، بالإضافة إلى ذلك وخاصة بعد حالة الهدوء التي أعقبت فترة الحرائق العامة أصدرت الأوامر بمنع النصارى من التظاهر بالأبهة وركوب الخيل والتجمل بلبس الثياب المصقولة والعمائم البيضاء".
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأقباط في عصر المماليك - حريق القاهرة رد الفعل على الكنسية ونشاطها
الأقباط في عصر المماليك - ردود الفعل العالمية حول حريق القاهرة
الأقباط في عصر المماليك: - المماليك وهدم الكنائس
الأقباط في عصر السلاطين المماليك - الأقباط في الحكومة بين الأخذ والرد
الأقباط في عصر السلاطين المماليك 1250م – 1587 - وضع الأقباط


الساعة الآن 08:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024