منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 03 - 2022, 12:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

الأقباط في الحكومة بين الأخذ والرد




أحس المماليك في أول عهدهم بعلم الأقباط وأمانتهم فعينوهم في كبرى الوظائف، فهذا السلطان (أيبك) وهو أول من تولى الحكم في دولة المماليك البحرية عيَّن (شرف الدين أبو سعيد هبة الله) وزيرًا، ومنحة سلطات واسعة، وان كان المقريزي يشير إلى اعتناق هذا الرجل الإسلام وجاز بين آخر سلاطين الدولة الأيوبية وعمل بينهم كطبيب، إلا أنه صُلِبَ على باب القلعة أيام السلطان قطز، وفي أيام المماليك وقبل صلبه اظهر براعة في التشريع الضريبي لجمع أكبر كَمّ من الأموال باسم قانون (الحقوق السلطانية) وحصلت الدولة المملوكية به على المال الكثير، ومن هنا بدأ المماليك يستعملون الأقباط في دواوينهم بكثرة.

أما الرد فنجده في عام 1265 أيام السلطان بيبرس، والذي وجد الخزينة خاوية نتيجة الحروب ضد الصليبيين (وهذه كارثة الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) على الأقباط مصر). وكان في حاجة إلى سبعين ألف دينار كما يروى لنا المقريزي، يورد المؤرخ "الفضل بن أبي الفضائل" في كتابه "تاريخ مفضل أبي الفضائل ج 12" لما قدم السلطان من الشام، أمر النصارى واليهود، فمسكوا عن بكرة أبيهم وأوقدت لهم النار بالأحطاب في جورة كانت بالقلعة التي هي دار للملك السعيد، وأراد إحراقهم، فاشتراهم الحبيس الراهب بخمسمائة ألف دينار يقوم بدفعها في كل سنة بخمسين ألف دينار، وكان هذا الحبيس في مبدأ أمره كاتبًا في صناعة الإنشاء، ثم ترهب وانقطع في جبل حلوان، فيقال أنه وجد في مقارة مالًا كان للحاكم العبيدي أحد الخلفاء المصريين، فلما حصل له هذا المال وفد به الفقراء والصعاليك من سائر الأديان، فاتصل خبره بالسلطان الملك الظاهر، فأحضره وطلب منه المال فقال له: إن طلب منى السلطان شيئًا أدفعه من يدي، ولكنه يصل إليك من جهة من تصادره وهو لا يقدر على ما يطلب منه فاني أعطيه وأساعده على خلاص نفسه منك، فلا تعجل، فلما كانت هذه الواقعة ضمنهم من السلطان بذلك المال المقرر على النصارى وكان يدخل الحبوس ويطلق فيها من كان عليه دين وهو عاجز عن وفائه، ثقيل كان أو خفيف، وكذلك لما طلب من أهل الصعيد المقرر من أهل الذمة، سافر إليهم وأرى عنهم ما طلب منهم، وكذلك سافر إلى الإسكندرية فرأى أهلها منه ما هالهم...

وقد أحصى ما وصل إلى بيت المال في جهة على تلك الوجوه المقدم ذكرها في مدة سنتين فكان ستمائة ألف دينارًا مصريًا خارجًا عما كان يعطيه من يده سرا للناس وما خلص به من الحبوس.
ثم ما لبث الظاهر بيبرس هذا أن أقال جميع الأقباط الذين كانوا يعملون في ديوان الحرب وأحل المسلمين محلهم، وفي نفس يوم تنفيذ هذا القرار هدم دير الخندق الكائن خارج القاهرة بالقرب من باب الفتوح ولم يترك فيه حجر على حجر.
أما في عهد الملك المنصور قلاوون 1284 م. عدل عن التزيد في الضرائب على الأقباط وساوى بينهم وبين المسلمين في ذلك وأعادهم إلى وظائفهم، إلا أنه فتح أذنيه لضعاف النفوس من المسلمين، وعاد إلى العنف مع الأقباط؛ فنجده يدفن قبطيًا حيًا لتزوجه من امرأة مسلمة، وأمر بجزع أنفها! وبمرور السنين تمرد بعض المماليك عليه، فغضب غضبًا شديدًا أعمى بصيرته وأفقده صوابه، ونشر الذعر بين المصريين جميعًا دون تفريق بين مسلم وقبطي، ونال الشعب منه الذي الكثير. وإذ تقدم إليه علماء المسلمين طالبين الرحمة بالرعية ثاب إلى رشده وقرر أن يكفر عن أخطائه، فبنى التكايا والأسيلة والمستشفيات. وإضافة إلى ما ظنه ثوابًا أن اضطهد الأقباط واشتد عليهم، وعاد إلى الأمر بركوبهم الحمير وشد الزنانير وألا يحدث نصراني مسلمًا وهو راكب دابته، ولا يلبسون ثيابًا مصقولة.. وظل على ذلك حتى ولاية ابنه الأشرف الذي زاد من اضطهادهم، إلا أنه دُهِشَ من صمودهم وثباتهم، حتى أنهم وشموا أيديهم وأذرعهم بعلامة الصليب المقدس، وأصبحت هذه العادة متبعة إلى اليوم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأقباط في عصر المماليك - حريق القاهرة رد الفعل على الكنسية ونشاطها
الأقباط في عصر المماليك - حريق القاهرة
الأقباط في عصر المماليك: - المماليك وهدم الكنائس
الأقباط في عصر السلاطين المماليك 1250م – 1587 - وضع الأقباط
الأقباط في عصر السلاطين المماليك 1250–1587 م


الساعة الآن 09:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024