رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحبل الإلهي: يصف القدّيس رومانوس المرنّم (القرن السادس ميلادي) بطريقة شعريّة، كيف أخبرت العذراء مريم يوسف الخطيب لقائها بالملاك جبرائيل: " أين كنت أيّها البار؟ لماذا لم تكن حاضرًا يا حارس عذريتي؟ كائن طائر أتاني ووهبني نعمة الخطوبة، لآلئ لأذنيّ. ووضع كلامه فيّ كأقراطٍ. هذا التحيّة التي دوت في أذنيّ، أنارتني وجعلت منّي أمًّا. (أمثال 12:25 قرط من ذهب وحلي من ابريز الموبخ الحكيم لإذنٍ سامعة). لم أستطع أن أفهم حبلي بالطفل، ولكن ها أنا أمامك أمًّا، من دون أن أفقد عذريتي، لأنّك أنت لم تعرفني". ملاحظة: اللآلىء والأقراط يعكسون صورًا عن الحبل في الحضارات القديمة، منها أن الحياة تعبر إلى الإنسان عبر الأذنين، حتى أنّ بعض هذه الصور وجد صدى عند بعض المسيحيين. - يشرح ترتليانوس (٢٣٠/٢٢٠م) في مدوّنته "جسد المسيح": الحياة دخلت إلى حوّاء بالسمع، كذلك كلمة الشيطان المميتة والقاتلة للنفس، دخلت في الإصغاء لها. * فيضع أمام القرّاء مقارنةً جميلةً جدًا على الشكل التالي: حوّاءمريم العذراء والدة الإلهحوّاء أصغت إلى الحيّة فسقطت العذراء أصغت إلى الملاك فإرتفعتكلمة الله التي أعطيت إلى حواء بددتها في إصغائها إلى الحيّةالخطيئة التي أصغت إليها حوّاء بددتها مريم بإصغائها إلى كلمة الله الإصغاء إلى كلمة الشيطان وتصديقه أولد ثمرًا عقيمًا الا وهو الموت الإصغاء إلى كلمة الله وتصديقه أولد ثمرًا محييًا الا وهو سيّد الحياة الرّب يسوع المسيح ثمار الشيطان الإنفصال ومن ثم العذاب ومن ثم الموت والقتل. " قايين قتل هابيل"العذراء ولدت المخلّص الذي أعطى الحياة وغلب الموت بموته. - كذلك يشرح القدّيس أفرام السرياني (٣٧٣م) في كتابه Diatessaron: " بما أن الموت عبر إلى حوّاء من خلال أذنيها، كان يجب على الحياة أن تعبر إلى مريم من خلال أذنيها أيضًا، ومنها إلى العالم أجمع " أي بالإصغاء والسماع...تكلّم يا رّب فإن عبدك يسمع". وهذا مفاده أن الإنسان يقبل كلمة الله بملء حرّيته أو العكس تمامًا. كذلك العذراء، بملء حرّيتها، قبلت كلام الله لها. إضافةً إلى هذا، نجد شروحات كثيرة مماثلة عند آباء وقدّيسين آخرين أمثال أثناسيوس الأنطاكي (٥٩٩م) وصفرونيوس أسقف أورشليم (٦٣٨م) وأندراوس الكريتي (٧٤٠م.) كذلك يؤكّد القدّيس يوحنا الدمشّقي (749م): "الحبل أتى بالإصغاء، أمّا الولادة فأتت بالقناة الطبيعيّة. ولم يكن من المستحيل والمستعصى أبدًا على الله أن يخرج من الباب الطبيعي من دون أن يمزّق أختامه". * ختامًا، عيد البشارة هو عيد الخلاص، عيد اتحاد الله بالإنسان، عيد الحب وعيد الفرح. الا ابتهجنا وفرحنا بذلك؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|