رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القاضي ورئيس الكهنة «مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ» ( رؤيا 1: 13 ) منظر الرب كابن الإنسان الذي رآه فيه يوحنا ( رؤ 1: 12 -18)، يرسم أمامنا شخصه الكريم في صفتين متباينتين: الأولى كالقاضي؛ وهذا نراه في شعره الأبيض باعتبار أنه القديم الأيام ( دا 7: 9 )، وعينيه اللتين كلهيب نار، أي تفحصان الأعماق، ورجليه اللتين كالنحاس المحمى في أتون، إشارة إلى العدل والحق ( مز 97: 2 )، وصوته الذي كصوت مياه كثيرة، رمز الجلال ( حز 1: 24 ). والسيف الماضي الذي يخرج من فمه، صورة لفعل كلمته في النفوس ( عب 4: 12 )، ووجهه المضـيء كالشمس ( مت 17: 2 )! لأن الرب إن كان يُرى في هذا السفر كالقاضي، فهو أولاً قاضٍ على بيته «لأَنَّهُ الْوَقْتُ لاِبْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ» ( 1بط 4: 17 ). والصفة الثانية كرئيس الكهنة؛ وهذا نراه في ثوبه الذي إلى الرجلين، والمنطقة التي عند ثدييه، إشارة إلى أن خدمته لنا نابعة من قلبه المحب «إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ» ( رؤ 3: 19 )، وفي السبعة الكواكب التي في يده اليمنى، فليست فقط محبته لنا، بل أيضًا قوته لحسابنا. فهو لا يقضي علينا فحسب، بل يرثي أيضًا لنا، ويُعين ضعفاتنا. والمسيح الذي يحضر فى وسط الكنيسة ليُبارك ويُعزى ( عب 2: 12 ، مت18: 20) نراه هنا فى وسط الكنائس يحكم ويقضـى. ولا ينبغي قط أن نستهين بذلك. فإن يوحنا، بكل ما له من ألفة ودالة على المسيح، لما رأى المسيح في هذه الصورة، سقط عند رجليه كميت من رهبة ما رأى. لكن الرب وضع يده اليمنى عليه قائلا له «لاَ تَخَفْ»، وبنى ذلك على هذه الثلاثية: (1) مَن هو: «أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ». (2) ماذا فعل: «كُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». (3) ماذا يملك: «لِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ». هذه الثلاثية الرائعة تحدثنا عن شخصه، وعمله، وقوته. أو بالحري عن لاهوته ونعمته وسلطانه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|