قيل عن الشهيدة أنستاسيا (الكبيرة) إنها رومانية من أصلشريف، ارتبطت ببيت للعذارى تحت قيادة الأخت صوفيا، واستشهدت في حوالي سن العشرين،وقد أظهرت شجاعة فائقة في الحفاظ على احتشامها واحتمال الآلام، دُعيت " عذراء روما"
تم استشهادها في روما في أيام الملك فالريان ورئيس ديوانه بروبس، حوالي عام 252م. إذ قُيدت هذه الشابة بالأغلال لإنكار إيمانها وإذ رفضت حكم عليها بالجلد، ولماأرادوا نزع ثيابها لتجلد عارية انتهرت بروبس بعنف ليس من أجل احتمالها الجلد، وإنمامن أجل تعرية جسد فتاة، قائلة له إن هذا الأمر لهو مخزٍِ له أكثر مما هو مخزِ لها،وإنه لا يليق به أن يفعل ذلك قائلة له: "إنه لأمر مخزِ لك أيها القاضي، أما أنافأكتسي بثوب الطهارة والبر". اغتاظ، وصب كل غضبه لتعذيبها بوحشية غير آدمية، أما هيفاحتملت في صمت، تصبر وتصلي. مزقوا جسدها بمخالب من حديد، وأحرقوا بعض أعضاء جسدهابالنار، وفي هذا كله لم تتنهد بل كانت تصلي طالبة المغفرة لمضطهديها. وإذ شعر بروبسبعجزه أمام إيمانها أمر بقطع ثدييها وتكسير أسنانها ونزع أظافرها، وفي هذا كله بقيتأمينة لعريسها السماوي. أمر ببتر ساقيها وساعديها فصارت الدماء تسيل من كل جسدهابينما أعضاؤها مبعثرة بجوارها. أخيرًا قُطعت رأسها ونالت الفرح الحقيقي. قامت الأختصوفيا بحمل جسدها وإخفائه، وقد نُقل بعد ذلك إلى القسطنطينية. يذكر التاريخ أنهاوسط هذه البِركة من الدماء طلبت لتشرب، فأسرع شاب مسيحي يُدعى كيرلس وقدم لها ماءً،فأمسكوه وضربوا عنقه، فنال إكليل الاستشهاد جزاء تنفيذه الوصية الإلهية: " من سقىهؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره " (مت 10 : 42 ). يعيد لها الغرب في 28 أكتوبر.