رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنصنـا , شهداء أنصنا ، واريانوس والى أنصنــــا ... بحث كامل .. حصرى ... أولا تاريخ وموقع مدينة أنصنــــا الأثرية "وتسـمى بمدينــة الشهــــــداء" تقع مدينة أنصنا الأثرية شرق نهــــر النيـــل وشرق مدنية ملوى، قام ببنائهــا الامبراطور هدريان، والمنطقة المحيطة بها كانت مكاناً للإقامة منذ العصر الفرعونى فبهــا أثار فرعونية منهم معبد رمسيس الثانى من القرن السادس عشر قبل الميلاد، ولكنها شهدت رواجاً كثيفاً أثناء العصور الرومانية نتيجة لتأسيس هادريان مدينة أنتينوبوليس فى عام ١٣٠ م وهى مدينة هلينية الطراز . * كانت تشتهــر مدينة أنصنا فى القديم بأكبر السحرة. "وتحتفظ مدينة أنصنا بكثير من المبانى أو بقايا المبانى تشمل كنائس ومنهم" * كنيسة القديس قلته الطبيب على جبل أنصنــا ومن القرن الثانى الميلادى ولقبت بالكهف الكنسي لأنهــا منحوتة فى الصخــر وهى بداخل كهف جبلى، وهى كنيسة واسعة وبها بعض الفرسكات والكتابات القبطيــة من العهد الجديد واصابها قليل من التدمير، ووجه الكنيسة مكتوب عليه باللغة القبطية " واحد هو الله الذى يعينه عمانوئيـل أمين" وبالكنيسة أيقونات منحوتة أيضا فى الصخر وتقع شرق دير أبوحنس وهى موجودة حتى اليوموهى تحفة معمارية نادرة. * وعلى بعد من الكنيسة توجد مدرسة للرهبان وهى عبارة عن مغارة واسعة اتخذت شكل الصالة المغطاة وهى من الصخر يصطف بها الرهبان لتعاليم طقوس الكنيسة والألحان والتسبحة ويوجد بداخلها بعض الفرسكات وصور القديسين. * ودير أبو حنس سمى بهذا الاسم لاقامة الأنبا يحنس القصير فيه أياما قليلة لذلك سمى بهذا الاسم على إسمه وبعد ذلك نزل الى القذم. ويوجد بالمدينة مجمعات ديرية يوجد حتى اليوم منهــا أثار لـ 47 دير منهــم وأشهرهــم ديرالقديس قلته الطبيب وهو موجود غرب مدينة أنصنا يطل على نهــر النيــل ويرجع تاريخه الى القرن الخامس الميلادى وبه كنيسة العذراء مريم وكنيسة مارقلته الطبيب على النظام الباذليكى وقد تعرض الدير للتخريب إلا انه فى أعمال الحفر اكتشف عدد من رفات القديسين والشهداء بداخله وماذالت توجد بقايا أسوار الدير الشمالية والجنوبية وحضن الآب المبنى من الطوب اللبن وبقايا لمعصرة نبيز لصنع الأبركة وقلالى للرهبان ومخازن الدير. وأثار الدير الباخومى وهى أطلال مرتفعة بها ثمانية عشر قلاية منشوبية كان يعيش فيها الشيخ الراهب ومعه اثنين من الرهبان الشباب ليتعلموا منه أصول الحياة الرهبانية وهى عبارة عن حجرات متجاورة بكل حجرة شباكان أخذوا وضع القبة ليضعوا فيها الأوانى والملابس. * وأيضا بأنصنا دير البتول، ودير للعذارى، ودير الخادم، ودير النضاره، ودير الهوي، ودير متياس الراهب، ودير أنطونيوس، وبالمدينة أطلال من سجن الشهداء الذى كان يضم مجموعة من الدهاليز التى كانت تستخدم لتعزيب الشهداء ويظلوا فيه قبل أن يتجهوا الى كوم الشهداء الذى يعزبون عليه وتقطع رؤسهم عليه. * بالمدينة كوم ماريا ذلك الكوم قد إستراحت عليه العائلة المقدسة أثناء رحلتهـا بعد أن واجهت صعوبات فى الأشمونين وعبرت النيـــل ويقام بهإحتفالا ثانويا بهذه المناسبة * وبالمدينة كنيسة القديس يحنس القصير والتى قد بناها فى القرن الخامس الميلادى على النظام البظنطى والبازلكا حيث ينزل الزائر للكنيسة بسبع درجات ليدخلها وترتفع واجهة الباب عن الأرض بأربعة أمتار والكنيسة مقسمة الى أربعة أروقة وبذات التيجان قبطية التيراز وبالكنيسة ثلاثة هياكل وبها أيضا رسوم وصلبان قبطية ونقوش باللغة القبطية. * ويتناثر حول المدينة بعض المغارات المليئة بالنقوش القبطيــة وأسماء القديسين والأباء الرهبان كتبوا فيها نقوش من الكتاب المقدس ووضعوا أمام كل مغارة حجر كبير للوقاية من وحوش الصحراء. * وبالمدينة يوجد كوم الاستشهــاد(وهو المكان الذى استشهد فيه الشهداء) ويسمى أيضــا بكوم الدحرجة حيث كانت تقطع عليه رقاب الشهداء بيد عساكر الرومان فتتدحرج رؤسهم عليه حتى تصل الى أسفله. * وبالمدينة أيضـــا المقبرة الجماعيــة التى دفنت بهـــا أجساد القديسين الشهداء، اللذين إستشهدوا فى عصر الامبراطــور دقلديانوس الذى كان يضطهد المسيحين، وسمية هذه المقابر بالمرتيرية "وهو إسم باللغة اليونانية و القبطيـة". ولقد تخطى عدد المسحين الذين إستشهدوا فى أنصنا فى عصر الأمبراطور دقلديانوس أكثر من مليــون شهيــد بكثير. ويقول الأنبا ديمتريوس أسقف أنصنا والأشمونين أن عدد شهداء أنصنـا فقط قد يتعدى هذا العدد بكثير ويقول أحد المؤرخين في مخطوطته إنه من كثرة اللذين استشهدوا فكانت جنود الرومان تحملهم على عربات وتلقي بهــم فى النيــل، فتباركت أرض أنصــنا بدماء القديسين الشهــداء. وماذالت حتى اليوم تخبئ لنا مدينة أنصنا الكثير والكثير من أجساد ورفات للشهداء فهى تحوى بحيرة من دماء الشهداء ورفاتهم تحت رمالهــــا وسوف يأتى يوم يعلن الشهداء عن أنفسهــم ليتبارك الجميع من رفاتهم التى التى لم تبنى، لذلك نتضرع الى كل من تلززوا بكل أنوع العذابات وسفكت دمائهم الطاهرة عن إيمان راسخ غير متزعزع أن يذكرونا فى صلواتهم أمام عرش النعمـــة. ********* ومن أشهـــر شهداء مدينة أنصنـــا والقديس قلته الطبيب الذى بنى مستشفى وفندقا وهو ابن الوالى هرقليمون، وأخته الشيدة دديانه زوجة إريانوس الذى تولى الولاية بعد هرقليمون. والقديس مارجرجس الإسكــندري، والقديس مار بقطـر بن رومانوس، والقديس تيموثاوس وزوجته مورا، القديسين فيليــــمون وأبلانيـــــوس والشهيــد أنطونيـــوس الصعيــــدي، والقــديـس بولس الســريـــــــــــاني، والأســقف الأنبـــا يوليـــــــــــانـوس، والأســقف الأنبـــــــا أباديـــــــــــون، والقديس إريـانوس والي المـديـنــــة، وغيرهم من الشهداء ************* ومن الأساقفة الذين عاشوا فى أنصنا وتباركت أرضها بيهم الأسقف الأنبا تيباريوس الذى حضر مجمع نيقيا سنة 325م. والأسقف الأنبــا إسحق الذى حضر مجمع سنة 1086م فى عهد البابا السكندري البابا كيرلس الثانى البطريك الـ67 الأسقف القديس الأنبا أباديون أسقف أنصنا، الأسقف القديس الأنبا تيموثاوس أسقف أنصنـــا، ************* وزار مدينة أنصنــا البابا أثناسيوس الرسولى عندما هرب من الخلقدونيين فركب مركب وسارت به فى النيــل متجها الى الصعيد وهو فى الطريق لحق به الخلقدونيين وسألوه هل رأيت أثناسيوس فأجابهم قائلا هــو قريب منكم، وتمجد الله معه لأنهــم لم يتعرفوا عليــه ومكث فى مدينة أنصنــا لمدة أربعة أشهر كان يتنقل بحرية بينها وبين مدينة الأشمونين ليثبت المؤمنين على الايمان الارثوذكسى... * وأيضا تشرف جبــل أنصنا بزيارة الأنبا يحنس القصيـــر عندما علم بهجوم البربر على وادى النطرون خوفا من أن يقتله أحد ويذهب الى الجحيم بسبب ذلك. * وأيضــا الأنبــا بيشوى حبيب المسيـــح حيث قضى العشر سنوات الأخيرة من حياته فى دير البرشا وشهد لهذه الفترة أنهــا تساوى حياته كلهـــا لأنه فى هذه المدة ترآى له الرب يسوع المسيح وغسل قدميه وشرب من الماء الذى غسل به أرجل السيد المسيح، وترآى له مرة أخرى على الجبل فى هيئـة رجل مسن وحمله على كتفيــه. * وبمدينة أنصنا حجر القديس العظيم مارجرجس السكندرى وهو الحجر الذى إستشهد عليه القديس مارجرجس السكندري والموجود فى المنطقة الجنوبية من مدينة أنصنا حيث ربط القديس بذلك الحجر عندما أراضوا إغراقه فى النيــل ولكن الحجر طاف على سطح النيل فأخذوه واستشهد على الحجر. وتعيد له الكنيسة فى 17 نوفمبر من كل عام. ولكن أنصنــا لم تبقى كما هى بل أخذ سقوتهـا وخرابها يتوالى يوم بعد يوم ففى بداية القرن الرابع عشر الميلادى حدثت لها إترابات سياسية وطائفية أثرت على المدينة كما تعرضت للتخريب في أيام السلطان صلاح الدين الأيوبى الذى هدم أسوارهـــا وحمل أحجارهــا الى القاهرة وآخر تخريب شهدته كان فى أوائل القرن التاسع عشر ميلادى عند تشيد معمل للسكر فى الروده لبناء المبانى الجديده ، ومدينة أنصنا تمتد من سمالوط الى تل العمرنا أو بعد ذلك. ماهى فئات شهــداء أنصنـــا؟ عندما بدأت الاضطهادات تقدم المؤمنون من كل الفئات للشهادة، الأمراء والنبلاء والولاة والضباط والجنود في الجيش الروماني وأساقفة وقسوس وشمامسة ورهبان وراهبات وأطفال وصبيان وفتيات وأمهات وشباب وأراخنة وفلاحين وعبيد وإماء وفلاسفة وعلماء وسحرة وكهنة أوثان أفراد وجماعات. والأسئلة التى تطــرح نفسهــــا هنا هـــى ما هي حقيقة الاستشهــــاد في المسيحية ؟ هل كان نوعًا من الجنون والجهل والحماقة ؟ أم كان نوعا من الهروب من الحياة أو الانتحار تحت ظروف قاسية ؟ الاجــــابة بالطبع لم يكن هذا كله بل كان ثقل مجد لأولئك الشهداء وللمسيحية. + كان شهوة: حتى أن البعض عندما أتيحت لهم فرصة الهروب من الموت رفضوا وثبتوا. + كان شجاعة: شجاعة الفضيلة، لم يكن رعونة بل شجاعة لم يألفها العالم القديم بدكتاتورية حكامه وإجاباتهم نغمة جديدة علي سمع العالم وقتذاك. + كان كرازة: فقد انتشر الإيمان بالاستشهاد أكثر من التعليم، ودماء الشهداء روت بذار الإيمان . + كان دليلا علي صدق الإيمان بالمسيح: فقد أنتصر الإيمان بالمسيح علي أعدائه بالقوة الأدبية الروحية وحدها وليس بقوة مادية. + كان برهانا علي الفضائل المسيحية: في أشخاص شهداء المسيحية تجلت الفضائل المسيحية ولم تنجح الشدائد أن تجعلهم يتخلون عنها ومنها: الثبات والاحتمال والوداعة ومحبة الأعداء والعفة والطهارة والزهد في العالم ومحبتهــم للملك المسيــح والحنين إلي السماويات. من هــو أريانا ( إريانوس ) والى أنصنــا؟ كان مسيحيا ومتزوج أخت القديس الأنبــا قلته الطبيب ابن هرقليمــون والى أنصنا الذى عندما كبر وشاخ طلب من الملك يستأذنه أن يعفيه من الولاية فسلمها لإريانا صهره، ولما كفـر دقلديانوس وافقه إريانا حفظًا لمركزه وصار يعذب الشهداء، فتقدم القديس كولوتس ( قلتا ) شقيق زوجة إريانا وصار يوبّخه على تركه عبادة الإله الحقيقي، كما لعن آلهة الملك المرذولة، (أنظر سوف تجد الكثير من سير الشهداء والقديسين هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين) فلم يرد إريانا أن يمسه بأذى إكرامًا لأخته دديانه (زوجة اريانا) وأرسله إلى والي البهنسا حيث أودعه في السجن ثلاث سنوات، وتوسطت أخته دديانه في إخراجه. ولكن لقساوة قلب إريانوس طلب منهما التبخير والانحناء أمام الآلهة (الأصنــام) ولكنهم رفضوا رفضا تاما فحكم عليهــم بقطع رقبتهم بحد السيف وكانوا من أوائل من نالوا إكليــل الشهادة على يد إريانوس.. بعد أن استلم إريانوس الوالي مراسيم دقلديانوس باضطهاد المسيحيين، أرسل واستدعى الأسقف الأنبا أباديون وقال له: "أحضر لي النصارى ليسمعوا كتاب الملك ويسجدوا لمعبوداته"، فأجابه الأسقف: عرّفني ما الفائدة التي ربحتها من المُلك؟ مضيت من عندنا وأنت صديق فعدت وأنت عدو. مضيت وأنت إنسان فعدت وحشًا كاسرًا. فقال له إريانوس: "أهل الصعيد قساة القلوب غلاظ الرقاب، فلأجل هذا أقاموني حتى أؤدبهم". فأجابه الأسقف: "احترس على هذه الأوثان لئلا يسرقوها منك ويبيعوها". ثم مضى الأسقف من عنده إلى البيعة، وجمع الشعب وعرّفهم بكل ما حدث، ثم وعظهم للثبات على الإيمان، فلما رأى ثبات إيمانهم وفرحهم لسفك دمائهم على اسم السيد المسيح، أخذهم وجاء بهم إلى إريانوس، واعترفوا علانية بالسيد المسيح، فغضب وأمر بأخذ رؤوسهم جميعًا حتى امتلأت شوارع مدينة أنصنا بالدم. أما الأنبا أباديون الأسقف فاصطحبه إريانوس معه وأقلعا إلى أسيوط، وهناك استشهد عدد كبير من المدينة وأُخِذت رؤوسهم بالسيف. تعذيب القديس بولس السرياني: اتفق حضور مائة وخمسين رجلًا وأربع وعشرين امرأة من الوثننيين إلى دار الولاية في مدينتهم أنصنا، فشاهدوا الجند يعذبون القديس بولس السرياني. لأن الوالي كان قد أمر بأن تُحمّى مسامير في النار وتُفقأ بها عينيّ هذا القديس. وإذ وضعوا المسامير في عينيه انفقأت ثم ألقوه في السجن، وفي صباح الغد لما أحضروه، كان هؤلاء الرجال والنسوة حاضرين، رأوا عينيه سالمتين كما كانتا أولًا، فتعجبوا قائلين: "لا يقدر على صنع مثل هذه الآية إلا الإله وحده خالق الطبيعة ومبدعها من العدم". ثم صاحوا بفم واحد قائلين: "نحن مؤمنون بإله بولس"، وتقدموا ساجدين أمام قدميّ القديس طالبين أن يصلي من أجلهم، فأقامهم ودعا لهم بالخير. بعد ذلك تقدّموا إلى الوالي واعترفوا بالسيد المسيح، فأمر بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة. العيد يوم 28 كيهك. تعزيب القديس تيموثاوس الشماس وزوجته القديسة موره وهم ضربوا أروع الأمثلة فى استشهـاد الشباب كان القديس شماسا كان متزوجا من القديسة موره حديثا فبعد زواجه بـ 20 يوم أرسل له إريانوس والي المدينة يستدعيه للمثول أمامه وطلب منه أن يسلم له كتب الكنيسة فرفض القديس تيموثاوس قائلا له أسلم لك رقبتى أما الكتب لم أسلمهــا لك فعزبه بسلسلة من العزابات الكثيرة منها ادخال سيخين محميين على النار فى عينيه فأصابه بالعمى وقال له إريانوس شامتا لقد فقدت عينيك فقال له القديس فقدت عينيا أما بصري فيعطيه لي سيدى يسوع المسيح فأرسل إريانوس فى طلب موره زوجة القديس حتى تثنى عزمه فعندما شاهدته فى هذه الحاله مفقوع العينين رق قلبها عليه وطلبت منه أن ينثنى عزمه قليلا ويبخر للأصنام حتى يخلص من إريانوس فقال لها القديس تيموثاوس يازوجتى الحبيبة ماهذه الملابس الخليعة وما هذه تلك الرائحة النتنة كنت أتمنى منك أن تشجعينى لكى أموت من أجل المسيح لا أن ينثنى عزمى عن الايمــان، تذكري ياحبيبتى موره قول الكتاب المقدس " من يضع نفسه من أجلى يجدهــا " وأخذ يذكرهــــا بآلام السيد المسيح وفدائه عنا على عود الصليب الأمر الذى جعلهــا ترجع الى رشدهــا وأخذت تصرخ بصوت عالى وتنادى على إريانوس وتقول له أنا مسيحيــة فاغطاظ إريانوس وربطها فى جزع من النخل فى وضع مخجـل ومخزى إذ رفع أحد أقدامها والقدم الأخر حره تتدلى فى الهواء أمام زوجهــا قبالة بعضهما فكان يشجعهـا القديس تيموثاوس على إحتمال الآلام قائلا لا تنعسى ياحبيبتى موره فأنى أرى أكاليل الشهادة تحلق فوق رئوسنا وأخيرا نالا أكاليل الشهادة. استشهـــاد رهبان أنصنـــا استشهد خمسة آلاف راهب مع أسقفهم الأنبا يوليانوس بصحراء أنتنوي (أنصنا) على يد الحاكم مرقيان أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وأعوانه. من كثرة جبروت اريانوس لم تعرف الإمبراطورية الرومانية واليا قاسيا مثل أريانا، الذي كرس كل طاقته لممارسة العذابات العنيفة ضد المسيحيين، حتى أن بعض الولاة بمصــر وخارج مصر اعتادوا أن يرسلوا إليه المسيحيين الرافضين جحد إيمانهم. وكان يجد لذته العظمى في التنقل بين البلاد، مثل إسنا (لاتوبوليس) بالصعيد حيث قتل أسقفها وكل شعبه. وظل الوالى اريانوس يتفنن فى اشكال العذاب والقتل لكل من يتبع السيد المسيح حتى قتل مئات الألاف. رجوع إريانوس للإيمـــان بالمسيح واستشهادة * وفي إحدى المرات إذ كان يستعـذب بعمليات التعذيب، صوب سهمه ضد فليمون زمار أنصنا الشهير الذي قبل الإيمان المسيحي وتحول عن وثنيته إلى الشهادة للحق. فارتد السهم على إريانا فأصاب عينه، فكان يصرخ مستنجدًا، مجدفًا على الله. فقال له فليمون أن ينتظر إلى اليوم التالي ليأخذ من تراب قدميهما ويدلكها به باسم السيد المسيح. فتشفى عينيه، وذلك بعد قتلهما بسبب عدم إنكارهما للإيمان. وبالفعل إذ قطع إريانا عنقي المسيحيين، ولم يستطع أريانا أن ينام الليل، وفى الصباح ذهب إلى قبر الشهيدين وفعــــل كما أمره به فليـــمون، فتسلل في الفجر إلى المقبرة وتمم ما قاله له فليمون فانفتحت عينه، وعندئذ ندم ورجع لايمانه بالسيد المسيــح * فدخل إريانا مدينة أنصنا Antinopolis، وبجرأة فتح السجون لينطلق المعترفون منها وكان يشهد لمسيحهم... وكان الإمبراطور في ذلك الوقت يزور الإسكندرية، فسمع بما فعله إريانا ولم يصدق الخبر، فأرسل أربعة رجال من الحرس يتحققون الخبر ويأتون به إليه. دفع إريانا للحرس ذهبًا ليسمحوا له بزيارة مقبرة القديسين فليمون الزمار وأبولينوس، وهناك سمع صوتًا يصدر عن رفاتهما يشجعه على الاستشهاد، فانطلق مع الحرس مملوءًا بنشوة الفرح السماوي. والتقى بالإمبراطور دقلديانوس، واستعلم منه عن السبب الذي رده عن عبادة آلهته. فبدأ القديس يقص عليه الآيات والعجائب التى أجراها الله على أيدي قديسيه، وكيف أنهم في حاك عذابهم وتقطيع أجسامهم كانوا يعودون أصحاء.. فاغتاظ الملك من هذا القول، وآمر أن يعذب عذابا شيدا، وأن يطرح في جب ويغطى عليه حتى يموت. وكان الجند يرقصون حول الجب، قائلين: لنر إن كان مسيحه يأتي ويخلصه!. لم يصدق دقلديانوس ما يجري حوله، كيف يتحول إريانا إلى الإيمان المسيحي؟! فأرسل السيد المسيح ملاكه لينقظه، وحمله من ذلك الجب، وأوقفه عند حجرة الملك أمام مرقده. ولما استيقظ الملك ورآه وعرف أنه اريانوس ، إرتبك نفسانيًا وخاف جدًا، إذ ظنه جـــاء ينتقم منه. وإذ وجده هادئًا سلمه للجند الذين لما رأوه وأمسكوا به وتحققوا من شخصه بعد الردم عليه آمنوا بمسيحه، خاصة أنهم رأوا إريانا يتعجل الإمبراطور أن يسرع ويقتله لكي ينطلق إلى السماء. إرتعب دقلديانوس ودهش. ولكنه عاد فأمر بوضعه في كيس شعر وطرحه في البحر هو والحراس الأربعــة عند طرف جزيرة لوقيوس. ففعلوا بهم كذلك. وهنا أسلم الشهيد روحه داخل الكيس. وكان القديس عندما ودع أهله وأخبرهم بأن الرب قد أعلمه في رؤيا الليل أنه سيهتم بجسده، ويعيده إلى بلده، وانهم سيجدونه * وجدت أجسادهم وقد طفت عند شاطئ إيلوزيس، فأخذه غلمانه وأتوا به إلى انصنا، واهتموا بدفنه ووضعوه مع أجساد القديسين فيليمون وأبلانيوس، وكان ذلك حوالي عام 305 م.، وقد ظهــرت منها آيات كثيـــــرة. وهكذا أكمل جهاده ونال الإكليل السمائى. وتحتفل الكنيسة بعيد استشهاده في الثامن من برمهات. بركة صلواته وصلوات كــل شهداء أنصنــا تكون معنا. ولربنا المجد دائما آمين.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة القديس الشهيد أريانوس والى أنصنا |
القديس الشهيد أريانوس والى أنصنا |
صورة الشهيد إريانا والي أنصنا |
الشهيد إريانوس والي أنصنا | تصميم |
/ رسالة من السيد الوالي /إريانوس والي أنصنا |