حتى الإنسان الطبيعي أيضاً ما يزال يختبر صراعاً بين النزعة والواجب، والرغبة والضمير، والشهوة والعقل.
غير أن هذا الصراع يختلف من حيث المبدأ عن الصراع الذي يستمرُّ في الإنسان المولود ثانيةً بين الجسد والروح، بين الإنسان القديم والإنسان الجديد.
ذلك أنه صراعٌ موجهٌ من الخارج لكبح جماح الشهوة، لكنه لا يغزو حصن القلب الداخلي، ولا يهاجم الشر في جذوره.و عليه، فهو صراعٌ قد يساهم في كبح الشهوة الشريرة ووضع حدود لها، إلا أنه لا يقوى على تطهيره داخلياً ولا على تجديد الإنسان.
فإن الصفة الأثيمة الخاصة التي تتميز بها الشهوة لا تتغير البتة من جراء ذلك. وليس هذا كل ما في الأمر.