الثمر الردئ ينتج من الشجرة الرديئة؛ ومن الثمر نعرف الشجر.
من هنا أقر آخرون بصحة هذه الاعتبارت، فأدخلوا بالتالي بعض التعديلات على تعليم بيلاجيوس. ويعترف هؤلاء بأن شمولية الخطية لا يمكن أن تكون فقط نتيجة الإقتداء بقدوة سيئة، وأن الشر الأدبي لا يأتي الإنسان من الخارج وحسب.
وهم يرون أنفسهم مضطرين إلى الإقرار بأن الخطية تسكن داخل الإنسان من وقت الحبل به وولادته فما بعد، وأنه يأخذ طبيعته الفاسدة من أبويه.
بيد أنهم يذهبون إلى أن هذا الفساد الأدبي صفةُ الذنب، وهو لذلك أيضاً لا يستحق العقاب. وهذا الفسادُ الأدبي الكامن لا يصير خطية وذنباً وفعلاً يستحقَّ اللوم إلا عندما يُذعن له الإنسان باختياره متى بلغ أشُدَّه، أي عندما يتقبل المسؤولية عنه - إذا جاز التعبير - ويحوِّله بإرادته الحَُّرة إلى أفعالٍ أثيمة.