رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية لا تنتمي إلى طبيعة الأشياء. فهي ظاهرةٌ أدبية بطبيعتها، ناشطةٌ في الفلك الخُلُقي، وقوامها الابتعاد عن المعيار الخُلُقي الذي وضعه الله بمشيئته للإنسان العاقل. وقد توضعت الخطية الأولى في تعدّي الوصية الاختبارية، وبالتالي تعدي كامل الناموس الأدبي المستقر على السلطان الإلهي نفسه الذي عليه استقرت الوصية الاختبارية. إلى هذا الاتجاه نفسه تُشير جميع الأسماء التي تستعملها الكلمة المقدسة لتسمية الخطية: التعدي، العصيان، الإثم، الفجور، العداوة لله، وما إليها. ويقول بولس الرسول صراحةً إن بالناموس معرفة الخطية (رومية 3: 20)، كما يُعلن يوحنا أن كل خطية، أصغر الخطايا وأكبرها على السواء، هي تعدٍّ، أو إثم وفجور (1 يوحنا 3: 4). ولما كان التعدي هو طبيعة الخطية، فإن صفتها المميزة هذه لا يمكن أن تكون كامنة في طبيعة الأشياء أو جوهرها، أمادياً كان أم روحياً، لأن جميع الأشياء موجودة بفضل الله وحده، وهو تعالى مصدر كل خير. ولذلك لا يُعقل أن يأتي الشر إلا بعد الخير، ولا يُمكن أن يوجد إلا من خلال الخير وعلى أساسه، بحيث لا يكون في الواقع إلا إفساداً للخير. حتى الملائكة الأشرار، وإن كانت الخطية قد أفسدت كامل طبيعتهم، يظلُّون - من حيث هم خلائق - شيئاً حسناً كما كانوا كذلك أصلاً. أضف إلى هذا أن الخير بمقدار ما هو في صُلب جوهر الأشياء أو كينونتها، لا تمحقه خطية، وإن كان حُرِفَ في اتجاه آخر أو أُسيء استعمالهُ. فالإنسان لم يفقد كينونته أو طبيعته البشرية، من جراء الخطية. ما تزال لديه نفس وجسد، وعقل وإرادة، وعواطف واهتمامات من أنواعٍ شتى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أين أتت طبيعة الخطية؟ |
لا بالإيمان فحسب، بل وبالخبرة أيضًا من عمق طبيعة الأشياء |
أنه فوق كل شيء يعرف طبيعة الأشياء |
إمرأة تنتمي لكل الأشياء |
طبيعة الخطية |