رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس والصلاة إنجيل القداس المرتب لقراءات اليوم ، التلاميذ والآباء الرسل يقولون لسيدنا ” يارب علمنا أن نصلى ” . يارب علمنا أن نصلى . فى تاريخ الإنسانية ، كل إنسان يصلى من آدم الإنسان الأول ، لماذا يسأل التلاميذ سيدهم يارب علمنا أن نصلى . هذا شئ جديد ، علمنا أن نصلى الصلاة التى تكون بالحق نموذجية، نحن صلينا قبل الآن ولكننا نريد أن نصلى صلاة مثالية منك نتعلم . والحق أن الروحانيين من بنى البشر ، صلوا ويصلون . لكن حياة الروحانيين على الخصوص ليس مجرد أن يرفع الإنسان منه صلاة بمعنى كلاما أو طلبا يطلبه من الله . ولكن الصلاة فى مفهومها الدقيق والعميق هى هذه : الصلة والرباط الذى يربط الإنسان بخالقه ربطا عميقا داخليا ، بحيث أنه ينفصل عن المشاغل والشواغل ويدخل فى تأمل عال ، روحه تخترق مجالات وتنفذ إلى ما وراء المادة وما وراء الحواجز والحدود . بل أجرؤ أن أقول أن الروحانيين بهذه الجوهرة الغالية وهى الروح يدخلون إلى أعماق الله. ليس هناك طلب إنما استغراق ودخول ، دخول إلى الله ، والله أعماقه كبيرة ، والروحانيون درجاتهم مختلفة فبعضهم يصل بعــض الوصول إلى هذه المداخل ، لكن آخرين بعمق التجربة يدخلون إلى أعماق أكثر ، هناك ما يسمى فى الكتاب الطول والعرض والعلو والعمق فى الحياة الروحية ، هناك الطول والعرض والعلو والعمق ، أبعاد ، الحياة الروحية لها أبعاد ، لها طول وهناك عرض وهناك علو وهناك عمق . هذه هى الصلاة التى عرفها البابا كيرلس . هذا الرجل منذ شبابه المبكر عشق حياة الصلاة ، لأنه ما هى الرهبنة فى حقيقتها ؟ هى حياة الصلاة . صلاته ليست طلبا إنما استغراق واستعماق ، ودخول ، ونسيان للحواجز المحيطة فى الطول والعرض ، وشيئا فشيئا يتحد هذا الإنسان بالله . روحه أصلا من الله تدخل إلى الله وكلما أتاح لها فرصة أكثر وأكثر يدخل أكثر فأكثر . وهنا سؤال لهؤلاء الناس الروحانيين ماهو الذى يقولونه فى الصلاة ؟ الكلام لا ينتهى ، تسبيح ، شكر ، لكن حياته كلها ، حياته كلها ، اليوم كله من الصباح إلى المساء وأيام وشهور وسنين ما هذا ؟ هل لا يوجد نهاية للصلاة ؟ بالعكس يزداد حباً ويزداد عمقاً . واحد مثل الأنبا بيشوى من كثرة محبته لهذه العلاقة ، يربط ذقنه بحبل حتى لا يفصله النوم عن الصلاة ، مع أن النوم هذا شىء طبيعى. البابا كيرلس حقيقة كان من هذا الطراز ، الراهب الذى أعطى حياته لهذا النوع من الصلاة ، لا للطلب ولكن للدخول إلى الأعماق، وفعلا من عرف هذا الرجل عن قرب يعرف أنه ليس سطحيا ، ليس مجرد شخص يتكلم كلمات أو يصلى من أجل الآخرين ، لكن هو عاش بالداخل ، هذا الكلام أقوله بكل الأبعاد ، حقيقة كان رجلا روحانيا . وكل حياته صلاة ، ليس بمعنى الطلب وليس فقط بمعنى التسبيح ولكن الحياة الممغنطة المستوعبة ، مستوعبة فى الروح الأعظم ، روح الله حاكم الكون . هنا صداقة ، صداقة مع الله ، صداقة . الآن سافر البابا كيرلس ، هو الآن أكثر مما كان ، مستغرقاً فى الحياة الروحانية ، وفى الدخول فى الجوهر الإلهى والحب الإلهى ، الذين عبروا من القديسين إلى العالم الآخر إلى الفردوس ، هؤلاء بدخولهم فى الفردوس وفى الحياة الجديدة نموا ، نموا وتقدموا ، أكثر مما كانوا على الأرض . كيف تتوقف هذه الروح الإنسانية ، الجوهرة الغالية عن النمو ؟ أولا فى المعرفة ؟ عندما نرى إنساناً شيخاً يقولون الذى أكبر منك بيوم يعرف أكثر منك بسنة ، نعم .. هذه حقيقة لأنه بازدياد الإنسان فى السن تزداد المعرفة . لكن فى العالم الآخر سيكون هناك مجال أكثر لإزدياد المعرفة . هنا يوجد معتقدات وهنا المعرفة عندنا مرتبطة بالحواس ، والروح الإنسانية مغلق عليها فى هذا الجسد ، ترقب العالم الخارجى من خلال الفتحات التى نسميها الحواس ، العين ، الأذن ، الأنف الشم، الذوق ، اللمس ، هذه هى الخمس حواس . واحد مغلق عليه لكن يرقب من هذه الشبابيك ، هذه الشبابيك قابلة لأنها تعطل وأن تعطب أو تشيخ خصوصا فى السن الكبير ، مثل ما قال سليمان الحكيم فى الأمثال ” تظلم النواظر من الشبابيك ” كلما الواحد يكبر فى السن عينيه تظلم ، أذنه تثقل ، وحواسه كلها تضعف . لكن بعد أن ينطلق الإنسان من هذا الجسد يخرج ، نعم خروج ، كما قال بطرس الرسول ” بعد خروجى ” بعد أن يخرج ينطلق ، ويزداد فى المعرفة مع تقدم الأيام ، لا شىء يوقفه ، القديس بولس الرسول يقول : أفتكر لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم ، وكطفل كنت أدرك وكطفل كنت أفتكر، ولكن لما أصبحت رجلا أبطلت ما للطفل . نحن هنا ننظر فى مرآه … رؤيا باهتة معتمة ، ولكن يوم ذاك أعرف كما عُرفت ، تزداد المعرفة . كيف لا تزداد المعرفة بعد خروج هذا القديس !! ووجوده فى عالم جديد ، الإنسان منا لو سافر إلى بلد من البلاد الخارجية ، إيطاليا ، ألمانيا انجلترا ، أى بلد ، بوجوده فى هذا البلد الجديد يعرف أشياء جديدة، يعرف البلد ، تضاريسها وكل ما فيها ، شوارعها ، ويعرف الناس ، وعن طريق معرفته بالناس تزداد معرفته . العالم الآخر أو الفردوس ، القديسون الذين كانوا على الأرض هنا كانوا يسمعون عنه ، لكن عندما ينطلقون إليه ويعيشون فيه يعرفون أكثر ، تزداد المعرفة بالعالم الجديد الذى أصبح لهم ، وأيضا بالمعارف الجديدة والشخصيات التى عبرت قبل ذلك . وهذه الشخصيات التى وصلت إلى درجات عالية من المعرفة ، عظيم هذا المكسب الذى تكسبه هذه الأرواح المقدسة حينما تنطلق إلى عالم الفردوس ، وتلتقى بأرواح عالية ابتداء من آدم وإبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب وصموئيل وداود، كل هؤلاء قد عبروا قبل ذلك وأيضا إزدادوا فى المعرفة . فالقديس الجديد الذى ينطلق اليوم إلى عالم الفردوس سيأخذ معلومات جديدة فى التقائه بهذه الشخصيات الجديدة . كم هى سعادة ، كم هو كسب كبير ، فاليوم ، الذين عبروا إلى الفردوس من القديسين أكيد إزدادت معرفتهم ، معلومات جديدة عن العالم الجديد الذى ذهبوا إليه . وأيضا بلقائهم بالشخصيات الجديدة . أنا أضرب مثلاً ياأولادنا واحد مثل أبونا إبراهيم أبو الآباء عاش 175 سنة وهو ولد سنة 2000 قبل الميلاد والآن 2000 بعد الميلاد ، إذن عمر إبراهيم الآن حوالى 4175 سنة . هل أبونا إبراهيم اليوم معلوماته هى معلوماته وقت وفاته وكان سنه 175 سنة ؟ مستحيل ، كيف نصدق هذا ، لأن هذه الروح حية لم تمت ، كيف تتوقف ، فإذن هناك ازدياد فى المعرفة . الست العذراء عاشت 60 سنة ، اليوم 2000 سنة بعد إنتقالها ، إذن عمرها 2060 ، هل معلومات السيدة العذراء ومعرفتها هى هى بعينها المعلومات التى كانت عندها وقت الوفاة مستحيل ، مؤكد إزدادت بعدد السنين وبالعالم الجديد وبالمعارف الجديدة أكيد . إذن سيدنا البابا كيرلس اليوم بعد 21 سنة من إنتقاله إلى جانب الروحانية العالية التى وصل إليها فى الأرض ، إنما هو اليوم كسب شيئا جديدا بمضى هذه السنوات وعرف أشياء كثيرة،إزدادت معارفه ، وإزداد علمه . كما قال الرسول ” لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم ، وكطفل كنت أدرك ، وكطفل كنت أفكر، لكن لما أصبحت رجلا أبطلت ما للطفل “. نحن الآن ننظر فى مرآة ، رؤيا معتمة باهتة ولكن يوم ذاك وجها لوجه ، لا ننظر من خلال الفتحات ومن خلال العين والأذن ، لا لا لا لأنه خرج من الجسد فتكون معرفته معرفة كبيرة وليست من خلال الحواس القابلة للضعف والقابلة أيضا للخداع ، وهو مايسمونه بخداع الحواس . لكن هنا بعد أن يخرج الإنسان من الجسد ، القديسون يزدادون فى المعرفة ، ولا يكون عندهم معطلات بل بالعكس سيزدادون معرفة . لكن أيضا يزدادون فى الروحانية ، وليس فقط فى المعرفة ، بل فى الروحانية ، فى التقوى ، فى الدخول ، فى الإدراكات العالية ، فى الفيوضات الروحانية التى قال عنها بولس الرسول مرة ” آتى إلى مناظر الرب ومكاشفاته ” هناك مكاشفات . فهنا فى الفردوس سيدنا له المجد يتجلى لهؤلاء ، والقديسون الكبار معهم فهذه السعادة الكبيرة، تغذى وتنمى الشهية فى المعرفة والنمو فى الروحانية . سيدنا يقول: “كونوا كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات كامل ” مَن مِن القديسين فى الأرض يزعم أنه استطاع أن يصل للكمال الذى تكلم عنه المسيح ، صحيح أنهم مقبولون ووصلوا بعض المراحل فى طريق الكمال النسبى، كمال نسبى لكن بانطلاقهم إلى الفردوس وإلى العالم الأعلى أكيد أكيد أكيد ينمون ، ينمون فى الروحانية، ينمون فى الإدراكات العالية ، فى الفيوضات العالية ، فى الشهوات الروحانية ، المعطلات لا توجد ، هم على الرغم من المعطلات فى الدنيا استطاعوا أن يبلغوا بعض البلوغ، لكن هناك تكون أكثر سهولة وأكثر فى البلوغ إلى الدرجات الروحانية وإلى الكمال . والذى يقول هذا الكلام أيضا هو الكتاب المقدس ، يوحنا الرسول يقول ” نحن الآن أبناء الله . ولم يتبين بعد ماذا سنكون ، غير أننا نعلم أننا سنصير مثله ، لأننا سنراه كما هو ” يالهذا الجمال . نحن الآن أبناء الله ولم يتبين بعد ماذا سنكون ، انظر فتح الطريق.. فتح الطريق أمام الترقى ، الترقى للروحانيين ، نحن الآن أبناء الله ولم يتبين بعد ماذا سنكون ، انظر كلمة ماذا سنكون ، غير أننا نعلم أننا سنصير مثله ، أى سنزداد تشابهاً ، يزداد التشابه بين هؤلاء القديسين وبين الله ، كيف ؟.. من هذه الروح الجوهرة الغالية ، الروح أصلاً على صورة الله ومثاله ، فكلما كان هناك شخوص فى الله تتروحن أكثر وأكثر وأكثر وتتطهر أكثر بحيث تبقى روح خالصة نقية ويزداد فيها النقاء ويزداد التجلى ، أى تنور أكثر ، تتضح أكثر . يقول ” غير أننا نعلم أننا سنصير مثله ” . ياأولادنا نحن موعودون بحياة أبدية ، وجودنا هنا فى الدنيا مرحلة أولى ، لكن هناك مراحل أخرى ، ما نسميه بالموت ليس موتا بمعنى فناء.. حاشا ، إنما هو إنتقال ، مانسميه بالموت هو أول علامة على نهاية أول مرحلة ، لكن هناك مراحل أخرى ، فالقديسون الذين عبروا أمامهم فرصة كبيرة للترقى فى الروحانية ، ليس فقط فى العلم والمعرفة ولكن فى الروحانية يزدادون أكثر وأكثر لأنهم استطاعوا وهم على الأرض أن ينتصروا على الأشواك والمعطلات ، فما بالك فى العالم الآخر الذى فيه الروحانية ، والذى فيه الأرواح المقدسة ، الذى فيه الملائكة والقديسون ، ستكون عندهم فرصة أكثر ، لأنه لا يوجد معطلات من أى ناحية ، لكى ينموا ويتقووا أكثر . ويزدادوا روحانية . اليوم البابا كيرلس السادس لا يمكن أن يكون اليوم كما كان وقت خروجه من الجسد ، على الرغم من أنه كان روحانيا عاليا جدا لكن اليوم أكثر روحانية . وهناك شىء آخر أيضا أن هؤلاء القديسين بوجودهم فى العالم الآخر فى الفردوس ، فى هذا العالم الجديد العظيم تزداد إمكاناتهم وقدراتهم ، الإمكانات والقدرات لأن الروح الإنسانية لها قدرات ، وهى التى نسميها المواهب والملكات ، وتقدر أن تعمل ، والله خلقنا من أجل أن نعمل ، من أجل أن نخلق ، ونبتكر ونوجد ، نبتكر ونوجد . نعم الفضل لهذه الروح لأننا من الله ، بفضل هذه الروح التى هى من الله وجودنا هنا لكى نعمل ، لماذا خلق الله الإنسان ؟ خلقنا لماذا ؟ الأرض خربة وخالية وقت أن خلقنا ، خلقنا لنعمل ، واستطاع الإنسان فعلا أن يعمل شيئا . الحضارة الإنسانية الآن التى وصلنا إلى ما وصلنا إليها كل هذا نتيجة العمل ، لكن الفضل فيه لهذه الروح الإنسانية التى هى من الله. الفضل كله يرجع إلى الله لأننا عندما نعمل نعمل بهذه الروح التى هى من الله نفسه . فبعد أن ينتقل الأبرار والصديقون إلى العالم الآخر، ويوظف أكثر المواهب التى عنده ، يوظفها ، لأننا خلقنا للعمل وليس للكسل ، هذه حكمته الكبيرة من خلقنا . فعندما ننتقل إلى العالم الآخر سيكون هناك عمل ، عمل على مستوى آخر وهناك ابتكار وخلق لأن الله الخالق الأعظم خلقنا لكى نتحول نحن إلى آلهة صغيرة لذلك أعطانا من روحه التى هى الروح الإنسانية لكى نشتغل بها ونصقلها وبهذا نتحول إلى قدرة وإلى قدرات وإمكانات . اليوم مارمينا ، والبابا كيرلس ، كل هؤلاء القديسين وغيرهم من الشهداء لم يتوقفوا عن العمل . نحن نرى بعض أعمالهم ونتائجهم معنا، مارجرجس هذا فلسطينى وليس مصرياً وانتقل من ألف وسبعمائة سنة إنما مارجرجس يحيا اليوم ، ويساعدنا فى أمور كثيرة، فى إخراج الشياطين ، وفى شفاء المرضى ، وأيضا حل المشاكل ، لذلك لو عملنا إحصائية عدد الكنائس التى باسم مارجرجس اليوم نجدها أكثر من أى قديس آخر ، لماذا ؟ لأن المشاكل التى يحلها بتجليات مختلفة ، صور يطول شرحها لو تكلمنا عنها . وأبو سيفين ومارمينا ، كل هؤلاء يحيون ، ويعملون والبابا كيرلس انتقل إلى العالم الآخر ، هل توقف ؟ لا .. المسيح يقول : ” بما أنك كنت أمينا فى القليل أقيمك على الكثير ” . أقيمك أى يرقيه ، والترقية معناه تكليف جديد ، تكليف آخر لخدمة أخرى ، واليوم هو لا يعمل فى دائرة معينة ، لا .. بل يعمل فى الكون كله ، يتحرك فى الكون كله لخدمتنا فى مصر وفى غير مصر مثل الملائكة ، الملائكة لها قدرات وإمكانات ووظائف ، كل هؤلاء الذين عبروا تعينوا فى وظائف جديدة ، بتكليفات لكى يشتغلوا لأنه لهذا الله خلقهم لكى يقوموا بالعمل ، لكى يخلق بهم . فاليوم كل القديسين الذين عبروا ازدادت إمكاناتهم ، وازدادت قدراتهم وازدادت مساعداتهم ، بعضها بطريقة خفية لا نعرفها ، وبعضها بطريقة ظاهرة أحيانا وهى التجليات التى نراها والمعجزات التى نراها من وقت لآخر . على أى الأحوال مواهبهم يوظفونها واليوم أكثر وأكثر وأكثر مما كانوا على الأرض . لأن فى الأرض توجد معطلات. رأيت فى دير فى السويد راهب سنه 108سنة روسى الجنسية هذا الرجل لأن سنه مائة سنة وأكثر فمعظم الوقت نائم ، عندما يذهب للكنيسة لابد أن يحمله اثنان لكى يتناول ، لا يوجد عنده قدرة على أن يقف ، الجسد ضعيف والشيخوخة كبيرة ، وتجد دائما جسمه بارداً . هذا الإنسان عندما يحب أن يعمل مساعدة لإنسان يعوقه الجسد ، فلا يستطيع أن يقوم بمعونة أو مساعدات أو خدمات لأن الجسد يعوقه فى الشيخوخة . سمعان الشيخ لأنه عاش 342 سنة لأن وقت الترجمة السبعينية التى اشترك فيها كانت سنة 282 ق . م كان رجلا شيخاً لا يقل عن ستين سنة إذن سنه عندما رأى المسيح 282 + 60 إذن على الأقل كان 342 سنة لم يكن أحد فى ذلك الوقت يعيش هذا السن . فكان ضعيفا جدا ، وعندما أمسك المسيح قال : ” الآن اطلق عبدك ” ، اطلق أى أنا محبوس .. هذه السن الكبيرة مع الشيخوخة ومع الضعف ومع المرض ومع ثقل الجسم ومع الحركة الثقيلة وما إلى ذلك يكون الواحد محبوسا ً، لذلك كلمة ” اطلق عبدك بسلام لأن عينى قد أبصرتا .. ” اطلق ،أى أنا محبوس . واليوم هؤلاء الأبرار والقديسون خرجوا من الجسد الذى فيه معوقات من مرض ومن شيخوخة ومن تعب وما إليها ، فعندهم الآن الإمكانات والقدرات ، يريد أن يعمل شيئا يقدر أن يعمله ، ثم لا يوجد عنده مشكلة مواصلات ، لكن فى لمح البصر ينتقل لأى بقعة ، كما قال المسيح ” من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون”. أرواح القديسين اليوم تتحرك بسهولة مثل البرق . أريد أن أقول أن القديسين الذين عبروا ومنهم البابا كيرلس السادس ازدادوا فى المعرفة ، وازدادوا فى الروحانية وازدادوا أيضا فى الإمكانات وفى القدرات وأصبحوا طاقات ، ولذلك يكون غباوة منا لو أننا لا نستعين بهم ، لأن عندهم اليوم قدرات وإمكانات أكثر مما كانوا على الأرض . فيقدرون أن يساعدونا . وهذا هو معنى الشفاعة ياأولادنا ، عندما نستشفع بالقديسين نطلب مساعدتهم فاطمئن أن لهم مساعدات وسريعوا الاستجابة ، عندما تطلبهم لايوجد عندهم عائق ، لا من عضو ولا من أى أعضاء ، وقته كله عبادة وصلاة وقدرات وإمكانات وخدمات لا يوجد أى معطلات أخرى. اليوم بمناسبة هذه الفرصة مرور 21 سنة على إنتقال البابا كيرلس إلى العالم الآخر ، هذه المعانى التى نفكر فيها أن هذا الرجل اليوم ازداد معرفة وازداد روحانية وازداد مساعدات وقدرات ، أنا ليس فى حاجة أن أقول لكم أن البابا كيرلس يساعد أشخاصاً فى استراليا ، ويساعد آخرين فى كندا ، وآخرين فى أمريكا ، وفى انجلترا وفى فرنسا وفى ألمانيا . صدقونى مساعدات البابا كيرلس حقيقة للمسيحيين وغير المسيحيين، صدقونى نسمع قصصاً كثيرة من غير المسيحيين على مساعدات هذا الرجل . هذا الكلام ليس من الخيال وليس خرافة ، هذه حقيقة فيكون غباوة منا إذا لم نستفد من هذه المكانة ومن هذه القدرة . الإنسان عندما يكون له واحد قريبه فى وظيفة ممتازة يحب أن يستفيد منه . هؤلاء أصدقاؤنا ، المسيح قال ” اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ” أو بالمال الذى لا حق لكم فيه . فى وجودنا على الأرض ممكن أن نكون صداقات ، تُكّون صداقات بهذه العلاقة الروحية ، لكى عندما تذهب هناك لاتكون غريباً، تجد الذى يعرفك ، لكن لو لم تصنع صداقات لو ذهبت هناك ستكون غريباً ، من يعرفك ؟ وسيدنا يقول لك ” أنا لا أعرفك أيضا ” . فنحن باستشفاعنا بالقديسين وبتذكرنا أعمالهم والاحتفالات التى نعملها لهم ، بهذا نُحضِرهم ونُحَضّرهم فى أذهاننا ، وأيضا نُكَوّن صداقة بيننا وما بينهم ، هذه الصداقة تنفعنا حاليا بصلواتهم وشفاعاتهم . افتكر يروعكم أنكم تسمعون من وقت لآخر البابا كيرلس يظهر للبعض، ويفهمون منه أنه يعمل قداسات فوق ، طبعا لأن سر القربان وسر الافخارستيا لا يتوقف ، هذا خبزنا الآتى . من هذه المعانى الروحية الجميلة نفهم بها مكانة هذا الرجل الآن، ازداد فى المعرفة ، وازداد فى الروحانية والقداسة، ازداد فى القدرات والإمكانات ، وعلينا نحن أن نغبطه ونستدعيه ونستغيث به فى بعض المواقف ، لأنه يقدر أن يساعدنا أكثر، لأن عنده قدرات وإمكانات ولن يتعارض هذا مع وضع الطلب قدام الله ، فيجب أن نستغيث بالقديسين ومنهم البابا كيرلس لكى يساعدونا ويقوونا . ربنا يسوع المسيح يحافظ عليكم جميعا ، ويحفظ لكم هذه المناسبات الطيبة التى نتذاكر بها هذه المعانى الروحية لكى ننمو نحن ونتقوى ولكى ننتصر فى الحرب التى نحن فيها اقتربنا على المجىء الثانى وممكن أن تكون هناك شدائد وضيقات ومتاعب ، ومحتاجين أن ننمو فى الحياة الروحية ، ومحتاجين إلى مساعدات القديسين فى الأيام الآتية. نعمة ربنا يسوع المسيح تشملكم وتبارككم جميعا وله الإكرام والمجد إلى الأبد آمين . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|