رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة مريم المصرية نقل سيرة القديسة البارة مريم المصرية، كما ورد في التراث، القديس صفرونيوس، بطريرك أورشليم (638م)، وقد وُجدت في القانون الكبير للقديس اندراوس الكريتي. يُستفاد منها أن القديسة مجّدت الله في زمن قريب من زمن القديس صفرونيوس باعتبار أن خبرها ينتمي إلى جيلنا، على حد تعبيره. دافعه إلى نقل روايتها إيمانه أن السكوت عن أعمال الله خسارة جسيمة للنفس، وخوفه، إذ ما لزم الصمت، أن يُتهم بإخفاء زونة سيده في الأرض فيُدان. أما المصدر الذي استقى منه فرهبان دير القديس يوحنا المعمدان، على ضفة نهر الأردن. إلى هؤلاء انتمى الأب زوسيما الشيخ الذي شاءه الرب الإله أن يلتقيها وينقل خبرها. يُستفاد من الكتابة التي خُطت بقرب رأس القديسة لما وجدها زوسيما راقدة أنها فارقت الحياة إلى ربها "في شهر فرموتين المصري، الموافق شهر نيسان، عند الرومان، في اليوم الأول \، في ليلة آلام ربنا بالذات". هذا لدى المدققين، وافق السنة الثانية والعشرين بعد الخمسمائة للميلاد. زوسيما الشيخ أما بعد فقط كان هناك شيخ في أحد ديورة فلسطين، كاهناً تقي السيرة مملح النطق، نشأ، منذ الطفولية، على طرق الرهبانية وعاداتها، اسمه كان زوسيما. هذا سلك بغيره وأمانة فذاع صيته وأخذ الناس يردون إليه من الأديرة ومن البعيد. لم يتوقف البتة عن دراسة الكتاب المقدس وكان دائم التسبيح منكبّاً على ممارسة الأقوال الإلهية. يُنقل عنه أنه دُفع إلى الدير رضيعاً فتمرس في النسك إلى أن بلغ الثالثة والخمسين من العمر. إثر ذلك قضّه فكر ألح عليه أنه بات كاملاً في كل شيء ولم يعد حاجة إلى المزيد من الإرشاد. كان يتساءل "أترى ثمة في الأرض من ينفعني ويكشف لي نسكاً لم آته؟ أهناك، في البرية من يفوقني؟ فجأة حضره ملاك الرب وقال له: "يا زوسيما، ببسالة جاهدت، في حدود طاقة الناس، وببسالة نسكت. ولكن، ليس إنسان بلغ الكمال. بازائك تنبسط جهادات مخفية أعظم من التي خضت فيها. فلكي تعلم أن ثمة طرقاً شتى تنفذ إلى الخلاص أقول لك اترك أرضك كما ترك إبراهيم، أب الآباء، أرضه وهيّا إلى الدير الواقع بمحاذاة نهر الأردن". في دير الأردن وفعل زوسيما كما أمره ملاك الرب فغادر إلى تلك الناحية واستقر في ذاك الدير. ومرت الأيام وآن أوان الصيام الكبير. القانون، هناك، لتلك الفترة من السنة- وهذا كان قصد الله من دفع الشيخ إلى ذاك المكان- أن الكاهن يقيم سرّ الشكر في بداية الصوم ويساهم الجميع القدسات، ثم بعد تناول قليل من الطعام يلتئم الرهبان في الكنيسة للصلاة والسجود فيقّبل أحدهم الأخر ويستغفره ذنبه ويضرب كل واحد للرئيس مطانية سائلاً بركته والصلاة عليه لما هو عازم على الخوض فيه. على الأثر تشرّغ الأبواب وتصدح الترانيم: "الرب نوري ومخلصي، ممن أخاف؟ الرب حافظ حياتي ممن أجزع؟(مز26:1) وبقية المزمور. ويخرج الجميع إلى البرية ويعبرون النهر. فقط واحد أو اثنان من الأخوة يلازمان الدير، لا لحراسة المكان لأنه لم يكن ثمة فيه ما يّنتهب بل لئلا تخلو الكنيسة من الخدمة الإلهية. كلٌ كان يأخذ قليل زاد لحاجة الجسد، هذا بعض الخبز وذاك بعض التين وذلك بعض التمور أو القمح المنقوع. ومنهم من كان يخرج صفر اليدين خالياً إلا من جسده المستور بالأسمال معتمداً، لطعامه على ربه ونباتات البرية. كلٌ كان يذهب في اتجاه ويتجنب سواه. وحده ضميرهم شهد عليهم، ولم يكن أحد يُطلع أحداً أو يطّلع منه على ما دار هناك في كنف البرية. كما اعتادوا أن يلتقوا في الدير، من جديد يوم أحد الشعانين. اللقاء خرج زوسيما كسواه ودخل عمق البرية. كان في صدره رجاء أن يلتقي من هو كفيل، من النساك المجاهدين، بإشباع رغبته وإرواء توقه. هام على وجهه لا يفطن لتعب من احترار الشوق فيه، مسرع الخطو كمن يقصد مكاناً مألوفاً. هذه كانت حركة الروح فيه. فلما مضى عليه قرابة العشرين يوماً، جادّاً في سبر الأعماق، حدث عند الساعة السادسة(الثانية عشرة ظهراً عندنا) انه توقف واتجه قبلة الشرق وأخذ يُنشد خدمة الساعة السادسة ويتلو الصلوات المعتادة. فجأة لمح بطرف عينه، على رابية، شبة إنسان. فتوجس خيفة لعل ما رآه يكون من الشيطان. لكنه تحصّن بإشارة الصليب وبدد عن نفسه الخوف. وإذ تطلّع في ذاك الاتجاه تيقن من أن هيئة بشرية ما تنسل باتجاه الجنوب. كانت على عري، داكنة الجلد، كأن لهب الشمس أحرقها. شعرُ رأسها أبيض كالصوف، غير طويل، دون الرقبة قليلاً. شعر زوسيما لمرآها ببهجة غامرة فجدّ، عفواً، في إثرها، فلاذت بالفرار فلحق بها. فلما بات على مسافة الصوت منها نادى: "لم تفرين من عجوز خاطئ؟ يا أمه الإله الحق، اصطبري عليّ، كائنة من كنت، باسم الله أدعوك، بمحبة الله الذي من أجله تقيمين في البرية". وجاءه الجواب "استميحك من أجل الله لأني لا أستطيع أن استدير إليك وأكشف لك وجهي، أيها الأب زوسيما. فأنا امرأة وعريانة كما ترى بعيب جسدي المكشوف. فإذا شئت أن تحقق أمنية امرأة خاطئة فإلي بردائك لاستتر وأتمكن من التطلّع إليك والتماس بركتك". ارتعد الشيخ، لا سيما لسماعه إياها تناديه اسمه. لكنه أدرك أنه ما كان بإمكانها أن تفعل ذلك لو لم تكن لها بصيرة روحية حسنة. للحال لبّى ما طلبته منه. نزع رداءه العتيق البالي وألقاه إليها. وغذ أدار وجهه غير ناحية التقطته واستترت. ثم تحولت إليه وقالت له: "لماذا رغبت، أيها الأب زوسيما، في معاينة امرأة خاطئة؟ أي شيء تودّ سماعه أو تعلمه مني بعدما خضت جهادات باهرة؟!. فألقى زوسيما بنفسه على الأرض وسألها البركة، وانحنت هي له، بدورها. على هذا النحو وّجد كلاهما ساجداً على وجهه يلتمس بركة الآخر. واحدة كانت تتردد فيما بينهما: "باركني. باركني!" الحوار وبعدما مضى عليهما وقت طويل على هذه الحال قالت المرأة لزوسيما: "عليك أنت، يا أبانا، أن تعطيني البركة وتصلي عليّ لأن لك كرامة الكهنوت، وما فتئت سنين، تقف أمام المائدة المقدسة لترفع القرابين للأسرار الإلهية. وارتعد الشيخ بالأكثر لمعرفتها له وأصر على أخذ البركة منها فأذعنت. "تبارك الله الذي يحرص عل خلاص الناس ونفوسهم". فأمّن الشيخ على دعائها. وبعد أن نهضا عن الأرض سألت: "ما الذي أتى بك، يا رجل الله، إلى امرأة مغرقة بالخطيئة؟ لمَ ترغب في رؤية امرأة عارية خالية من كل فضيلة؟ أنا اعرف شيئاً واحداً أن نعمة الروح القدس أتت بك إلي لتسدي خدمة في أوانها. قل لي، كيف حال المسيحيين؟ والملوك؟ كيف تسير الأمور في الكنيسة؟" فأجابها: "بصلواتك، أيتها الأم، وهب المسيح سلاماً للجميع. ولكن، أسألك أن تلبي طلبة عجوز وضيع وتصلّي لأجل العالم بأسره ولأجلي، أنا الخاطئ، لئلا يكون تجوالي في البرية عقيماً. فأجابت: "عليك أنت الكاهن، يا أبانا زوسيما، أن تصلي لأجلي ولأجل الجميع، طالما هذا عملك. ولكن بما أن علينا بالطاعة فإني ألبي سؤالك بسرور". ولما قالت هذا تحولت إلى الشرق. وإذ رفعت عينيها إلى السماء وبسطت يديها شرعت في الصلاة همساً. لم يكن بإمكان أحد أن يسمع كلامها فلم يفقه زوسيما منها شيئاً. وقف مطرقاً بنظره إلى الأرض ولما طالت الصلاة ورفع عينيه إليها رآها مرتفعة عن الأرض مقدار ذراع تصلّي في الهواء. فلما فطن إلى ما عاين استبد به الجزع فسقط أرضاً وأخذ يبكي ويردد "يا رب ارحم". وأذ بقي على الأرض ساجداً أقلقه فكر قال له لعلها روح، لعل صلاتها أُفكٌ. في تلك اللحظة تحولت المرأة إليه فأقامته وقالت له: "لم يبلبلك الفكر، أيها الأب، ويجربك أني روح وصلاتي شبه صلاة؟ ألا اعلم، أيها الأب القديس، أني مجرد امرأة خاطئة، مع أني محفوظة بالمعمودية المقدسة. ولست روحاً بل تراب ورماد ولحم وحسب" وإذ تفوهت بهذه الكلمات حرصت على رسم إشارة الصليب على جبهتها وعينيها وفمها وصدرها قائلة: "ليحفظنا الله من الشرير ومخططاته لأنه شرس في صراعه ضدنا". من تكون؟ فتضرع إليها الشيخ أن تخبره من تكون ومن أين ومتى قدمت إلى البرية فأجابت: "أخجل أيها الأب، أن أكلمك عن حياتي الشائنة، سامحني من أجل الله! ولكن كما عاينت جسدي العاري سوف أكشف لك عملي لتعلم أي عار وأية فحشاء ملأت نفسي. لست أعدو هرباً من المجد الباطل، كما حسبت، فأي شيء أفتخر به، أنا التي كانت إناء للشيطان مختاراً؟ ولكن متى شرعتُ في تلاوة خبري فستنفر مني كما من أفعى لأنه لن يكون في طاقة أذنيك أن تحتملا دناءة أفعالي. لكني سأخبرك بكل شيء ولن أخفي عنك شيئاً. فقط أبتهل إليك أن تصلي بلا انقطاع من أجلي لكي أجد رحمة في يوم الدين". بكى الشيخ وأخذت المرأة في الكلام. "موطني، أيها الأب القديس، هو مصر. حتى حين كان والداي بعدُ حيّين وكنت أنا في الثانية عشرة، نبذت محبتهما وارتحلت إلى الإسكندرية؟ إني لأشعر بالخجل إذ أستعيد الذكرى كيف أنني أفسدت، أولاً، عذريتي، ثم أسلمت نفسي، بلا ضابط للدعارة. إنه لأجدر بي أن أتحدث عن هذا الأمر باقتضاب لتعرف مدى انغماسي في الرذيلة. فعلى امتداد سبعة عشر عاماً عشت على هذه الوتيرة. كنت كنار إباحية عارمة ولم يكن ذلك ابتغاء الربح- هنا أقول الحق. أحياناً كثيرة حين كان أحد يرغب في دفع أجري كنت ارفض أن آخذ منه شيئاً. تصرفت على هذا النحو لأحث أكبر عدد ممكن من الرجال على السعي إلي. كنت أفعل ما يلذ لي دون مقابل. ولا تظن أني كنت غنية فاستغنيت عن المال المدفوع إلي. كلا، فأنا عشت على الحسنات. كنت أستعطي أو أعمل في غزل الكتان. ولكن كانت تستبد بي رغبة جامحة وشوق لا يُكبح للتمرغ في النجاسة. هذه كانت الحياة لي. كل مفسدة للطبيعة اعتبرتها مصدر حياة. إلى أورشليم هكذا عشت. وحدث، ذات مرة، في الصيف، أن رأيت جمهوراً كبيراً من الليبيين والمصريين يتراكضون باتجاه البحر. سألت أحدهم: "إلى أين يُسرع هؤلاء الرجال الخطى؟" فأجابني "إنهم ذاهبون إلى أورشليم لرفع الصليب المحيي بعد أيام قليلة". قلت: "أيأخذونني معهم إذا رغبتُ في الذهاب؟" "لا أحد يمنعك إذا كنت تملكين المال الكافي للرحلة والطعام. "فقلت "في الحقيقة ليس لي مال ولا طعام. لكني سأذهب وسيعيلونني، شاءوا أم أبوا، فإني أملك جسداً، وسيستعيضون به عن المال للرحلة". امتلأت، فجأة، رغبة في الذهاب، أيها الأب، ليكون لي المزيد من العشاق إرضاء لشهوتي. لقد قلت لك، أيها الأب زوسيما، ألا تجبرني على إطلاعك على خزيي. الله شاهدي أني أخشى أن أنجسك وأنجّس الهواء ذاته بكلماتي. وفيما أخذ زوسيما في البكاء تابعت المرأة الكلام: "ضحك ذاك الشاب لسماعه كلماتي الوقحة وانصرف. أما أنا فألقيت بآله الغزل جانباً وهرولت إلى البحر، في الاتجاه الذي بدا أن كل واحد كان يسير فيه. وإذ وقع نظري على بعض الشبّان الواقفين على الشاطئ حوالي العشرة أو أكثر، وهم مفعمون بالحيوية، يقظون في حركاتهم، قررت أنهم يحققون مرامي. ويبدو أن بعضهم كان ينتظر مزيداً من المسافرين فيما شطّط البعض الآخر لتوّه. ومن دون حياء، كالعادة اختلطتُ بالجمهور وأنا أقول لهم "خذوني إلى حيث أنتم ذاهبون ولن تجدوني غير نافعة لكم. كما أضفت بضع كلمات أثارت ضحك الجميع. وإذ رأوا استعدادي لأن أكون وقحة أخذوني معهم بطيبة خاطر. وبعدما حضر مَِن كان متوقعاً وصولهم أقلعنا. وماذا أقول عما حدث بعد ذلك؟ أي لسان وأية آذان تطيق سماع أخبار ما حدث خلال الرحلة! إلى كل ذلك كنت، كثيراً، ما أفرض نفسي على أولئك الفتيه الأشقياء فرضاً. ليست هناك قبيحة يسوغ أو لا يسوغ ذكرها إلى اقترفتها. علّمتهم من الفجور فنوناً. إني لأعجب، أيها الأب، كيف كانت للبحر طاقة على احتمال فجورنا! كيف لم تفتح الأرض شدقيها ويبتلعني الجحيم حيّة وقد أوقعت في شباكي، نفوسناً هذا عددها. لكني أظن أن الله كان يطلب توبتي لأنه لا يشاء موت الخاطئ إلى أن يرجع ويحيا. أخيراً بلغنا أورشليم. قضيت الأيام التي سبقت الاحتفال في المدينة أتابع فجوري، وعلى أسوأ من ذي قبل. لم أكتفي بالشبان الذين أغويتهم في البحر والذين ساعدوني لآتي إلى أورشليم، بل اقتنصت العديد من سكان المدينة والغباء أيضا. ممنوعة من الدخول وحل اليوم المقدس لرفع الصليب فيما كنت أنا ناشطة في اصطياد الشباب. عند حلول الفجر لاحظت الجميع يسارعون إلى الكنيسة فانضممت إليهم. فلما دنت ساعة رفع الصليب المقدس حاولت أن أشق طريقي عبر أبواب الكنيسة إلى الداخل كبقية الناس. وبصعوبة كبيرة تمكنت من حشر نفسي بينهم حتى كدت أبلغ مدخل الكنيسة من حيث كان عود الصليب المحيي يُستبان للعيون. ولكن ما أن وطئت عتبة الباب حتى شعرتني بقوة حالت دون دخولي إلى الداخل. كلّ كان يدخل إلاي. في تلك الأثناء تمكن الحشد مني فأزاحني جانباً، فإذا بي أجد نفسي في الرواق وحيدة. ظننت أن هذا حدث لضعفي الأنثوي فحاولت، من جديد، ولكن عبثاً حاولت. كان الجميع يدخلون بلا صعوبة. وحدي بدوت غير مرغوب فيها. كان كأن هناك مفرزة من العسكر تقف لتمنعني من الدخول. مرة أخرى وجدتني مفروزة أقف في الرواق. وعرفت خطيئتها وبعدما أعدت الكرة ثلاث أو أربع مرات شعرت أخيراً بإرهاق ولم تعد فيّ قوة لأتدافع والناس، فانتحيت جانباً. وقفت في إحدى زوايا الرواق فقط، إذ ذاك، وبصعوبة بالغة، فطنت إلى السبب الذي حال دون السماح لي برؤية الصليب المحيي. فإن كلمة الخلاص لمست، برفق، عيني قلبي وكشفت لي أن حياتي الدنسة هي التي منعتني من الدخول. أخذت أبكي وأنتحب وأضرب صدري وأتنهد من أعماق قلبي. وإذ رفعت رأسي قليلاً، وأنا على هذه الحال، وقع نظري على أيقونة والدة الإله الكلية القداسة، فتحولت إليها بكليتي قائلة: وتابت إلى ربّها "أيتها السيدة، والدة الإله، يا من ولدت بالجسد الإله الكلمة، أنا أعرف، وأعرف جيداً، انه ليس يشرّفك أن يرفع إنسان دنس فاسد، نظيري، عينيه إلى أيقونتك، يا دائمة البتولية، يا من حفظت جسدها ونفسها نقيين. إني لعن حق أبعث على القرف بإزاء نقاوتك العذراوية. لكني سمعت أن الله الذي وُلد منك إنما تجسد ليدعو الخطاة إلى التوبة. فساعديني، إذاً، لأنه ليس لي معين سواك. مُري أن ينفتح مدخل الكنيسة أمامي. اسمحي لي أن أعاين العود الكريم الذي عليه تألم بالجسد من وُلد منك وبذل دمه المقدس لافتداء الخطاة وإياي أنا غير المستحقة. اشهدي عليّ أني لن أنجس جسدي، بعد اليوم، بدنس الدعارة، بل حالما أسجد لعود الصليب سأنبذ العالم وتجارب العالم وأتوجه إلى حيثما تقودينني". هكذا تكلمتُ. وإذ حظيت ببعض الرجاء بإيمان راسخ وشعور ببعض اليقين برحمة والدة الإله، تحركت، من جديد، واختلطت بالناس الذين كانوا يتدافعون إلى داخل الهيكل. لم يبدُ كأن أحداً يعيقني ولا حال دون دخولي الكنيسة. فملكتني الرعدة وبتّ في شبه هذيان. وإذ تقدمت إلى الأبواب التي لم أتمكن من بلوغها قبل ذلك دخلتُ دونما صعوبة ووجدتني داخل المكان المقدس. هكذا عاينت العود المحيي. عاينت أيضا أسرار الله وكيف يقبل توبة التائبين. وإذ ألقيت بنفسي على الأرض سجدت وقبّلتها برعدة. ثم خرجت من الكنيسة وذهبت إليها، إلى مَن وعدتني بأن تكون أمامي، إلى المكان الذي ختمت فيه نذري. هناك أحنيت ركبتيّ لوالدة الإله العذراء وخاطبتها بكلمات كالتالية: "أيتها السيدة الودودة، لقد أظهرت لي محبتك العظيمة. فالمجد لله الذي يقبل بك توبة الخطاة. أي شيء أكثر أتفوه بع، أنا المغرقة في الخطيئة؟ لقد حان الوقت لي، يا سيدتي، أن أتمم نذري كما شهدت. والآن قوديني بيدك على درب التوبة!" على الأثر سمعت صوتاً من السماء يقول لي: "إذا عبرت الأردن تجدين راحة مجيدة". فلما سمعتُ الصوت وآمنت أنه من اجلي كان هتفتُ بوالدة الإله: "أيتها السيدة، يا سيدة، لا تتخلي عني!" إلى برية الأردن بعد ذلك تركت رواق الكنيسة وانطلقت في رحلتي. وفيما كنت أغادر التفتَ إليّ إنسان غريب وأعطاني ثلاث قطع نقدية. أخذت المال وابتعت ثلاث خبزات أخذتها معي في رحلتي بمثابة هدية مباركة. استدليت على الطريق وسرت وأنا أبكي. مشيت بقية النهار وعند المغيب بلغت كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي على الأردن. وبعدما أدّيت الصلاة في الكنيسة نزلت إلى النهر وغسلت وجهي ويديّ في مياهه المقدسة. ثم ساهمت القدسات المحيية في كنيسة السابق وأكلت نصف رغيف. وبعد أن شربت من مياه الأردن استلقيت وقضيت الليل على الأرض. في الصباح وجدت مركباً صغيراً فعبرت إلى الضفة المقابلة. من جديد صليت لسيدتنا أن ترشدني إلى حيثما شاءتني أن أذهب، فوجدتني في هذه البرية. مذ ذاك وإلى هذا اليوم، وأنا متغربة، بعيدة عن الناس، أفر من الجميع، وأحيا ملتصقة بإلهي الذي ينجي كل من يتحولون إليه خائرين تكدّهم العواصف". سألها زوسيما: "كم لك من السنين في هذه البرية"؟ فأجابت: "سبع وأربعون سنة مرت، على ما أظن، منذ أن غادرت المدينة المقدسة". سأل زوسيما: "ولكن أي مأكل تجدين؟" فأجابت: "كان معي رغيفان ونصف حين عبرت الأردن. ولم يطل الوقت حتى يبسا وأضحيا أقسى من الصخر. وإذ كنت أتناول القليل استهلكتها بعد بضع سنوات". حرب ضروس سأل زوسيما: "أيمكن أن تكوني قد عشت طوال هذه السنين، على هذا النحو، ولم تعاني، بشكل من الأشكال، من جراء تغيير هذا مقداره؟" فأجابت: "إنك تذكّرني، أيها الأب زوسيما، بما لا اجسر على الكلام عنه. لأني حين أستعيد كل المخاطر التي قهرتها وكل الأفكار العنيفة التي بلبلتني، أشعر بالخوف من جديد منا لو كانت هذه المخاطر والأفكار على وشك أن تستأثر بي مرة أخرى. "صدقني، يا أبانا، سبعة عشر عاماً مرت في هذه البرية وأنا أحارب الضواري-الرغبات المسعورة والأهواء. كلما عزمت على تناول طعامي اشتهيت اللحم والسمك في مصر. أسفت أيضا للخمر الذي طالما أحببته لأني كنت، في سابق عهدي، أحتسي منه الكثير فيما لا أجد هنا حتى ولا الماء. وكثيراً ما شعرتني أحترق وأترنح من العطش. والرغبة الجامحة في الأغاني المتهتكة كانت تجتاحني وتبلبلني. ولكن حين كانت مثل هذه الرغبات تتسلل إلى نفسي كنت أقرع صدري وأذكر نفسي بالنذر الذي قطعته على نفسي منذ أن دخلت البرية. كنت أعود، في أفكاري، إلى أيقونة والدة الإله التي اقتبلتني وأصلي إليها بصراخ. أبتهل إليها أن تصرف عني الأفكار التي أنوء تحتها. وبعد أن ابكي طويلاً وأضرب صدري كنت أرى أخيراً، نوراً يسطع عليّ من كل ناحية. بعد كل عاصفة هوجاء كان هدوء عميق ينزل عليّ. وطيف أُطلعك على الأفكار التي كانت تحثني على الفجور؟! كيف بإمكاني أن أعبّر لك عنها؟! كانت نار تتقد في قلبي الشقي فتشغلني بكليتي وتوقظ فيّ الشوق الجارف إلى العناق. وحالما تأتيني الرغبة ملحاحة كنت أطرح نفسي على الأرض وأبللها بدموعي، كما لو كان شاهدي واقفاً بإزائي، في عصياني، يهدد بمعاقبتي على أفعالي ولم أكن أنهض عن الأرض (أحياناً كنت أبقى ساجدة على هذا النحو يوماً كاملاً) إلى أن ينزل علىّ نور هادئ عذب يضيء ظلمتي ويصرف عني الأفكار التي استحوذت عليّ. غير أني دائماً ما كنت أحوّل بصيرة ذهني باتجاه حافظتي أسألها أن تمد بعونها من تغرق سرياً في أمواج البرية. هي كانت تؤازرني وتقتبل توبتي. هكذا مرّت علي سبع عشرة سنة وأنا مقيمة وسط مخاطر متواترة. مذ ذاك ووالدة الإله تعينني في كل شيء تقودني وكأنها ممسكة بيدي. الطعام واللباس وسأل زوسيما: "ألم تكوني خلال تلك الفترة بحاجة إلى طعام ولباس؟" فأجابت: "بعد أن استهلكت الأرغفة التي كانت في حوزتي اغتذيت بالبقول وقلما وجدته في البرية. أما ثيابي التي سترتني لما عبرت الأردن فتخرّقت وتمزّقت. وقد عانيت من جراء ذلك كثيراً، عانيت البرد القارص والحرّ اللاهب. كانت الشمس تحرقني وأرتجف من الصقيع. وكثيراً ما كنت أسقط على الأرض وأنطرح بلا نَفَس ولا حراك. واجهت صعوبات عدّة وتجارب رهيبة. ولكن، مذ ذاك صانتني عناية الله بطرق كثيرة. صانت نفسي الآثمة وجسدي الوضيع. بمجرد أن أذكر كل الأسواء التي نجّاني الرب منها أجدني أنعم بطعام لا يبلى لرجاء الخلاص فإن كلمة الله القوية، وهو رب الجميع، هي التي كانت تعولني وتُلبسني. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. وأولئك الذين تعرّوا من التي أسمال الخطيئة لا ملاذ لهم، يتوارون في نقور الصخور". تعرف الكتاب العزيز وإذ سمعها الشيخ تورد كلمات من الكتاب العزيز، من موسى وأيوب سألها: "إذاً قرأت المزامير من الكتب المقدسة؟" فابتسمت وأجابت: "صدقني، لم أر وجها بشرياً منذ أن عبرت الأردن ما خلاك اليوم. لك أر كائناً حياً واحداً منذ أن قدمت إلى البرية. لم أتعلم من الكتب البتّة. ولا سبق لي أن سمعت أحداً ينشدها أو يقرأ منها. ومع ذلك فإن كلمة الله الحية الفاعلة تعلّم الإنسان العلم من ذاتها. هذه نهاية قصتي. ولكن كما سألتك أول الأمر أتوسل إليك الآن إكراماً لكلمة الله المتجسد، أن تصلي إلى الرب من أجلي أنا الخاطئة المغرقة في خطيئتها. افتراق على موعد فلما كفّت عن الكلام سجدت له فبكى الشيخ وبارك الله .أما هي فلم تدعه يسجد لها بل قالت: "أرجوك أيها الأب القديس، لأجل الرب يسوع المسيح، إلهنا ومخلصنا، لا تُطلع أحداً على ما سمعته مني إلى أن يأخذني من الأرض. والآن اذهب بسلام وستراني، مرة أخرى في السنة القادمة، وأراك، إذا ما حفظنا الله برحمته العظمى. ولكن لأجل الله افعل ما أطلبه منك. لا تعبر الأردن خلال الصوم الكبير من السنة المقبلة كما العادة في الدير". فتعجب زوسيما كيف أنها تعرف قانون الدير ومجد الله فأردفت: "لازم الدير، أيها الأب. أيضا أقول لك حتى لو رغبت في الخروج فلن تتمكن من ذلك. ثم في غروب اليوم المقدس للعشاء الأخير، خذ بعضاً من جسد الرب يسوع ودمه المحيين في إناء مقدس لائق وأتني به. انتظرني عند ضفة نهر الأردن حيث الأماكن المأهولة لأتمكن من المجيء ومساهمة القدسات. فإني منذ أن ساهمت في كنيسة السابق المجيد قبل عبوري، وإلى هذا اليوم، لم أقرب الأسرار المقدسة البتّة. وإني لأتوق إليها بمحبة وشوق عارمين. لذلك أسألك أن تحقق لي أمنيتي وتأتيني بالأسرار المحيية في الساعة نفسها التي جعل فيها ربنا تلاميذه يتناولون عشاءه الإلهي. قل ليوحنا رئيس الدير، حيث تقيم، أن يحذر لنفسه والأخوة لأن ثمة الكثير يحتاج إلى إصلاح. فقط لا تتفوه بذلك الآن بل متى أرشدك الله. صل لأجلي!. قالت هذا وتوارت في أعماق البرية. أما زوسيما فسقط على ركبتيه وانحنى إلى الأرض حيث وقفت ورفع لله مجداً وشكراً. وبعد أن هام على وجهه في الصحراء عاد إلى الدير في اليوم الذي عاد فيه الأخوة جميعاً. طوال تلك السنة لم يفتح زوسيما فاه بكلمة ولا تجرّأ على اطلاع أحد عما عاين. فقط صلى أن يمن عليه الرب الإله بمطالعة وجه الناسكة العزيز مرة أخرى. ومرت الأيام أخيراً لما حل الأحد الأول من الصوم الكبير من السنة التالية، خرج الجميع إلى البرية بالصلوات المعتادة وإنشاد المزامير. فقط زوسيما بقي في الدير بداعي المرض، بعدما اصابته الحمّى. إذ ذاك تذكر ما سبق أن قالته له قديسة الله: "حتى لو رغبت في الخروج فلن تتمكن من ذلك". وكرّت الأيام وتعافى زوسيما وبقي في الدير. فلما عاد الرهبان وحل يوم العشاء الأخير صنع منا أمر، فجعل بعضاً من الجسد والدم الطاهرين في كأس صغيرة. كما أخذ، في سلّ، بعض التمر والعدس المنقوع وخرج إلى البرية. ولما بلغ ضفة النهر جلس ينتظر. طال انتظاره حتى أخذ الشك يتسلل إلى نفسه، فرفع عينيه إلى السماء وصلى. وخطر بباله خاطر: "ماذا إذا جاءت؟ ليس هناك مركب، فكيف ستعبر الأردن وتأتي إلي؟" وعادت كما وعدت وفيما هو على هذه الحال من التسآل، إذا بها تتراءى له واقفة في الجهة الأخرى من النهر. فقام من مكانه فرحاً يمجد الله ويشكر. فرآها ترسم علامة الصليب على المياه. كان الوقت ليلاً مقمراً كما أخبر فيما بعد. ثم نزلت لتوّها إلى المياه وأخذت تمشي على صفحتها متجهة صوبه. ولما أراد أن يسجد لها نادته ومنعته: "ماذا أنت فاعل أيها الأب، فأنت كاهن وتحمل القدسات!" فأذعن. فلما بلغت الشاطئ سألته البركة فاجاب برعدة: "صدق الله لما وعدنا بأننا متى نقينا أنفسنا صرنا مثله. المجد لك، أيها المسيح إلهنا، يا من أظهرت لي بأمتك مقدار بعدي عن الكمال" عند هذا الحد سألته المرأة أن تتلو دستور الأيمان وال"أبانا". فبدأ فأتمت الصلاة. وكما كانت العادة في ذلك الزمان، أعطته قبلة السلام. وإذ ساهمت القدسات رفعت يديها إلى السماء وتنهدت الدموع في عينيها وهتفت: "الآن أطلق عبدك، أيها السيد، حسب قولك بسلام فإن عينيّ قد أبصرتا خلاصك". ثم قالت للشيخ: "سامحني، أيها الأب إذا حملّتك طلبا آخر. اذهب ألان إلى الدير ولتحفظك نعمة الله. ثم من السنة التالية تعال إلى المكان عينه الذي التقيتني فيه أول مرّة. تعال لأجل الله وستراني مرة أخرى لان الله هكذا ارتضى". وتنمى عليها الشيخ أن تأكل شيئاً مما حمله لها فمسّت العدس بطرف أصابعها وغذ تناولت منه ثلاث حبّات قالت "الروح القدس يحفظ جوهر النفس غير ملوّث". وبعدما قبّل الشيخ قدمي القديسة وسألها الصلاة لأجل الكنيسة والمملكة ونفسه تركها تغادر وهو يبكي. أما هي فرسمت إشارة الصليب من جديد على الأردن وسارت على المياه حتى عبرت، فيما عاد الشيخ فرحاً متهيّباً يلوم نفسه انه لم يسأل القديسة عن اسمها. لكنه قرر أن يفعل ذلك في السنة التالية. ومرت سنة أخرى فلما انقضت سنة أخرى على ما حدث توجه إلى البرية من جديد. وإذ بلغ الموضع الذي أتى إليه لم ير ما يشير إلى وجود أحد فرفع عينيه إلى السماء وصلى: "اكشف لي، يا رب، كنزك الصافي الذي واريته في البرية. اظهر لي، اللهم، الملاك بالجسم الذي ليس العالم له مستحقاً. وإذ التفت إلى الضفة الأخرى، نحو الشمس الشارقة، رأى القديسة ممدة ميتة. كانت يداها مصلبتين إلى صدرها على حسب العادة المألوفة في ذلك الزمان، ووجهها نحو الشرق. وإذ هرول باتجاهها بكى عند قدميها وقبّلهما من غير أن يجرأ على مسً أي شيء أخر منها. بكى طويلاً ثم تلا المزامير المعينة وقال عليها صلوات الجنّاز ثم فكر في نفسه: "أعلي أن ادفن جسد القديسة أم تراني أخالف، بذلك، رغبتها؟" وإذ به يرى كلمات خُطت على الأرض بجانب رأسها: "أيها الأب زوسيما، وار في التراب جسد مريم الوضيعة. أعد إلى الرماد ما هو رماد وصل إلى الرب من اجل التي ارتحلت في شهر فرموتين المصري، الموافق نيسان لدى الرومان، في اليوم الأول، ليلة آلام ربنا عينها، بعدما ساهمت الأسرار الإلهية". هذا وقد كانت المسافة التي قطعها الشيخ ليصل إليها عشرين يوماً سيراً على القدمين فيما نقلها الروح إلى حيث فاقت في اليوم عينه. حفار للقبر وفيما كان الشيخ متفكراً كيف تُراه يحفر في الأرض وليس له ما يحفر به، رأى خشبة صغيرة خلّفها أحد العابرين. وإذ التقطها وشرع يحفر بها تبين له أن الأرض صلبة لا تُحتفر بيسر. فلما تعب وتصبب عرقاً، على غير طائل، تنهد من الأعماق ورفع عينيه فرأى أسداً ضخماً يقف بجانب جسد القديسة يلعق قدميها. فلما وقع نظره عليه ارتجف خوفاً، لكنه تشدّد بعلامة الصليب وذكرٍ اسم الله. فإذا بالأسد يدنو منه برفق تودداً فيقول له الشيخ: "لقد أمر إلهنا العظيم أن يُوارى جسد القديسة. لكني أنا متقدم في السن وليست في قوة لاحفر قبراً. فهل بإمكانك أن تقوم بالمهمة بمخالبك؟ إذاً لتمكنا من أن نودع الأرض هيكل القديسة المائت". وفيما هو بعد يتكلم إذا بالأسد يشرع في الحفر ويستمر فيه إلى أن اكمل إعداد ما يوافق. عاد كل إلى قواعده من جديد غسل الشيخ قدمي القديسة بدموعه وجعلها في الحفرة ورد عليها التراب. إثر ذلك ذهب الأسد في سبيله، إلى عمق الصحراء، كالحمل وعاد زوسيما إلى الدير يمجد الله. فلما بلغه أخبر الاخوة بكل شيء فتعجبوا واكبروا وحفظوا الذكرى بمهابة ومحبة.أما يوحنا، رئيس الدير، فاكتشف في الدير خللاً فأصلحه بعون الله.ورقد زوسيما هتاك بعدما بلغ من العمر قرابة المائة. وتناقل الرهبان خبر مريم المصرية شفاهاً إلى أن بلغت مسمعي صفرونيوس القديس فدونّها. ترتل الكنيسة في عيد القديسة، في اليوم الأول من نيسان، هذا القنداق المعبّر: "يا من كانت قبلاً مستغرقة بأنواع الفجور. لقد ظهرت اليوم بالتوبة عروساً للمسيح. لانك لما رغبت في سيرة الملائكة وطئت الأبالسة بسلاح الصليب. فلذلك ظهرت عروساً للملكوت يا مريم الكلية الشرف". استدراك تقيم لها الكنيسة المقدسة، بالإضافة إلى عيدها في الأول من نيسان، عيداً آخر في الأحد الخامس من الصوم الكبير. يُعيد لها الغرب في الثاني أو الثالث من نيسان والأقباط في السادس من شهر برمودة، في حدود الرابع عشر من نيسان، والموارنة في الأول من نيسان مثلنا. يُشار إلى أن هناك قديسة يُعرف عنها ب"مريم الفلسطينية" نسكت في برية سوكا واكتشفها تلاميذ القديس كيريكوس المتوفى سنة 557م. كلاهما يُعيّد له في 29 أيلول. وثمة من يدعي أن المريمين واحدة، ولكن ليس ما يثبت ذلك البتّة جديد | مريم المصرية القبطية | القديسة العظيمة | القديسة مريم المصرية ماذا تقول الكتب عظة روحية وتأملات في حياة القديسة مريم المصرية Mary of Egypt - القديسة مريم المصرية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة مريم المصرية ج3 |
القديسة مريم المصرية ج2 |
ترنيمة مريم المصرية | القديسة البارة مريم القبطية |
القديسة مريم المصرية |
أحد القديسة مريم المصرية |