سرّ مقدّس
إنطلاقاً من طبيعة الأسرة المرتبطة بالله، الزواج هو أمر مقدس: «ورأى الله جميع ما صنعه، فإذا هو حسن جدّاً» (تكوين 1:32). إن الرجل والمرأة يصبحان جسداً واحداً وهذا إشارة إلى وحدة الزواج، الوحدة التامة الكاملة بين الزوجين. وقد رأى بولس الرسول في اتحاد الزوجين صورة لوحدة المسيح مع الكنيسة، إذ قال: «ليخضع بعضكم لبعض بتقوى المسيح أيّتها النساء اخضعن لأزواجكن خضوعكن للرب، لأن الرجل رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده وهو مخلّصها. وكما تخضع الكنيسة للمسيح فلتخضع النساء لازاوجهن في كلّ شيء. أيّها الرجال أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح الكنيسة وجاد بنفسه من أجلها… إن هذا السرّ لعظيم (أفسس 5: 21-32).
هذا السرّ المقدس له مفعول على الأسرة فهو يقدِّس الزوجين فيفتح عليهما الله غزير نعمه ويحوّل حبّهما البشري ليصبح حبّاً مقدساً مرتيطاً بالمسيح مستمدّاً منه القوة ليكون على مثال حبّ المسيح للكنيسة في العفّة والخدمة والتضحية. ويساعد الزوجين على القيام برسالتهما كأب وكأم ويفوّضهما ليكونا والدين مؤمنين مربّين.