أتريد أن تعرف كم يزين الصوم البشر، كم يحميهم من كل جانب، كم يؤمن حياتهم؟ أرجوك أن تتأمل النظام الحلو والجميل في حياة الرهبان. هؤلاء الذين تركوا ضجه العالم، وصعدوا قمم الجبال، وأقاموا قلاليهم داخل الصحراء في الهدوء، وكمثل ميناء هادی، جعلوا الصوم هو صديقهم ورفيقهم مدى الحياة. وهكذا نرى أن الصوم جعل البشر يصيرون ملائكة، وليس هؤلاء فقط (أى الرهبان)، لكن الذين يمارسونه في المدن، يصعدهم إلى قمة الفضيلة. هكذا عندما أراد النبيان العظيمان موسى وإيليا أن يقتربا من الله ويتحدثا إليه، لجئا إلى الصوم، وبمعونة الصوم صارا في شركة مع الله.